يحاول الاحتلال الإسرائيلي عبر التلويح بإجراءات سيتخذها بحق قناة "الجزيرة" الفضائية كطردها من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، عام 1948م، واتهامها بالتحريض على خلفية تغطيتها لأحداث المسجد الأقصى، تخويف الصحفيين لثنيهم عن التوقف عن نقل الحقيقة، وكشف جرائمه بحق الفلسطينيين.
ونجحت قناة الجزيرة وعدد من الفضائيات، بكشف جرائم ومخططات الاحتلال الإسرائيلية بحق الأرض والمقدسات والإنسان الفلسطيني، وإفشالها، الأمر الذي دفع بالاحتلال لملاحقة الصحفيين والتهديد بإغلاق مكاتب الفضائيات الإعلامية، واعتقال عدد من العاملين بها.
وقال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، "إنه سيعمل على طرد قناة الجزيرة من (إسرائيل)"، متهمًا القناة بـ"التحريض على العنف" في قضية المسجد الأقصى، حسب زعمه.
وأضاف نتنياهو على صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك" أنه توجه أكثر من مرة للجهات القانونية من أجل العمل على إغلاق مكتب القناة في مدينة القدس المحتلة، لافتا إلى أن ذلك لم يكن متاحاً بسبب تفسيرات القانون، وأنه سيعمل على تشريع القوانين اللازمة لطرد القناة من داخل الأراضي المحتلة.
إعلام حر
وأكد رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين عماد الافرنجي، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تحاول إخراس كل صوت حر، وتريد تحطيم كل كاميرة مهنية.
وقال الإفرنجي لصحيفة "فلسطين": "يلاحق الاحتلال الإسرائيلي قناة الجزيرة وغيرها من القنوات الفضائية الحرة لأنها تفضح جرائمه وتلاحق انتهاكاته في الأرض والمقدسات والإنسان الفلسطيني".
وأشار إلى أن "نتنياهو" سيجد الكثير من المبررات ويختلق الذرائع لإغلاق قناة الجزيرة في القدس وغيرها من الفضائيات التي تتمتع بالمصداقية، متوقعًا أن يتم إغلاق القناة قبل نهاية العام الجاري في حال لم يتم مواجهة القرار الإسرائيلي دوليا.
وبين أن "قناة الجزيرة أثبتت مصداقيتها طوال سنوات عملها ونجحت في إحداث حراك إعلامي لم تتمكن من إحداثه العديد من الدول والقنوات الفضائية الأخرى"، داعيًا في الوقت ذاته، إلى موقف فلسطيني وعربي يجبر الاحتلال على التراجع عن موقفه تجاه قناة الجزيرة.
واستدرك أن "إغلاق قناة الجزيرة سيفتح شهية الاحتلال لإغلاق العديد من القنوات التي تفضح جرائمه .. إغلاق القناة في حال تم ذلك، فإنه سيشكل خسارة كبيرة جدًا للإعلام الحر"، مشددًا على ضرورة الوقوف إلى جانب قناة الجزيرة والعمل على فضح جرائم الاحتلال والضغط عليه لعدم إغلاق مكتبها.
كشفت مخططاته
من جهته، توقع أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، د. نشأت الأقطش، قيام الاحتلال الإسرائيلي بإصدار القوانين الرامية لإغلاق قناة الجزيرة ومنع الإعلام الحر من نقل معاناة الفلسطينيين.
وقال الأقطش لصحيفة "فلسطين": إن الاحتلال الإسرائيلي لا يتوانى عن اتخاذ كافة الإجراءات التي تحول دون نقل الحقيقة، لافتا إلى أن الاحتلال يعتبرها قناة مزعجة تكشف مخططاته التهويدية، مشيرًا إلى أن قناة الجزيرة تحدثت عن حق العودة والقدس أكثر من الأربع عشرة فضائية فلسطينية.
وأضاف: "الحرب على قناة الجزيرة بدأت منذ انطلاقتها لما قامت به من تفجير للوعي العربي، ولاختراقها الحواجز وقدمت الخبر بطريقة جديدة، وكشفت حلفاء الاحتلال الإسرائيلي لذلك هي قناة مرفوضة من وجهة نظر إسرائيلية".
انتهاكات إسرائيلية
من جهته، حذر رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني، توفيق السيد سليم، من محاولة إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلية على إغلاق مقر قناة "الجزيرة" في مدينة القدس المحتلة.
وأكد سليم لصحيفة "فلسطين" رفض التجمع الإعلامي لكافة الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الصحفيين وبحق قناة الجزيرة، لافتًا إلى أن خطوة الاحتلال بحق القناة تأتي في سياق محاولات طمس الحقيقة وإظهار وجه واحد من الرواية الإسرائيلية وتغييب الرواية الفلسطينية.
وقال: "إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى دومًا لحجب الحقيقة ومحاربة وسائل الإعلام على كافة أشكالها في محاولة منه لتغييب الحقيقة عما يجري على الأرض من اعتداءات إسرائيلية متكررة".
وأكد فشل كافة المحاولات الإسرائيلية لثني الصحفيين عن مواصلة عملهم في نقل الحقيقة للعالم، مطالبا الصحفيين الفلسطينيين بمواجهة جرائم الاحتلال من خلال التشبث والتوحد.
الجزيرة تستنكر
من جهتها قالت شبكة الجزيرة الإعلامية إن تصريحات نتنياهو، وهدد فيها بإغلاق مكتب الجزيرة في القدس، واتهمها بالتحريض على العنف خلال تغطيتها قضية المسجد الأقصى بأنها "عدائية".
وأكدت الجزيرة في تصريح، أن هذه التصريحات تأتي بعد اجتماع عقده نتنياهو الشهر الماضي مع مسؤولين كبار من أجهزة الأمن والمخابرات والدوائر ذات العلاقة لتدارس إمكانية إغلاق مكتب شبكة الجزيرة بالقدس، وتصريحات مماثلة من وزير جيشه أفيغدور ليبرمان هاجم فيها الجزيرة واتهمها بممارسة "دعاية نازية".
واستنكرت هذه الاتهامات الجزافية والتصريحات العدائية، ورأت أنها "جزء من الحملة التي تتعرض لها حاليًا والتي وصلت حد المطالبة بإغلاقها بشكل كامل من قبل دول الحصار المفروض على قطر .
وأكدت الجزيرة أنها ستتابع تطورات الأمر، وتتخذ الإجراءات القانونية والقضائية المناسبة، وستستمر بتغطية الأحداث التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة وغيرها من الأحداث بمهنية وموضوعية ووفقا لضوابط العمل الصحفي التي تنظمها هيئات دولية معنية بذلك، مثل هيئة البث البريطانية (أوفكوم).