فلسطين أون لاين

​خولة يونس قهرَت إعاقتها بـمعدلٍ عالٍ

...
خان يونس - ربيع أبو نقيرة

قهرت الطالبة خولة أحمد يونس إعاقتها واجتازت مرحلة الثانوية العامة بنجاح باهر.

وتعاني الطالبة يونس من نقص وإعاقة في اليد اليمنى ولا تملك إلا أصبعين فيها، كما تعاني من انحناء في العمود الفقري ونقص في الجهة اليمنى داخل جسدها.

وولدت بإعاقة مع شقيقتها التوأم والتي توفيت بعد الولادة بثلاثة أيام، وبقيت هي على قيد الحياة، تشق طريقها نحو التميز والتفوق والإبداع مع مكابدتها للمرض.

وقدمت يونس كل ما لديها من طاقة وإمكانات وجهد وتركيز، خلال استعدادها لامتحانات الثانوية العامة في الفرع الأدبي، لذلك لم تكن راضية تماماً عن النتيجة التي أحرزتها بمعدل 89.4%، وكانت تتوقع معدلاً أعلى من ذلك.

واستقبلت النتيجة بالبكاء، لتثير الحزن فيمن حولها؛ لكنها أخيراً تقبلت الأمر وحولت الحزن إلى فرحة تعم أرجاء منزلها، وذهبت لتلبية الدعوات والتتويج على منصات التكريم، مع المتفوقين والمجتهدين من ذوي الحاجات الخاصة.

ولم تثنها رحلة العلاج المرهقة التي بدأت عام 2002 وتخللها السفر إلى مصر، وإجراء عدة عمليات، عن استثمار ذكائها وقدراتها العقلية في الدراسة وحصد الدرجات العالية، لا سيما أنها حافظت على درجة الامتياز منذ التحاقها بالمدرسة.

وقالت لمراسل صحيفة "فلسطين": "الإعاقة أثرت علي خصوصاً عند تقديمي للامتحانات، وقد استعنت بــ"موظفة كاتبة" ، وأجد أني حين أكتب بنفسي أعبر بطريقة أفضل من طريقة التلقين الشفوي للكاتبة".

وأشارت إلى أنها في السابق كانت تكتب بيدها اليسرى؛ لكن المشكلة تكمن في صغر خطها وبطء كتابتها.

وقالت إن أزمة الكهرباء الخانقة كانت منغصاً خلال الفترة الماضية؛ حالها كحال سكان قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي الظالم منذ نحو عشر سنوات.

وعن سر نجاحها وتفوقها قالت إنها أسرتها، خاصةً أنهم وفروا لها الأجواء المناسبة للدراسة، ودفع تكاليف الدروس الخاصة رغم ضيق ذات اليد، ومتابعة العلاج، وعدم إشعارها بإعاقتها.

وتنوي دراسة تخصص الحقوق في إحدى الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة، وفقا لما خططت له مسبقا.

بدورها، أوضحت والدة خولة أن العائلة حاولت جاهدةً توفير جميع سبل الراحة لها قدر الإمكان، رغم الوضع الاقتصادي الصعب والأزمات التي تعصف بقطاع غزة.

وأعربت عن سعادتها بما حققته ابنتها؛ آملةً أن يوفقها الله في حياتها العلمية والعملية.

أما والدها، فلم تسعه الفرحة بنجاحها، مشيراً إلى أن ابنته تمتلك إرادة قوية أهلتها للوصول إلى منصات التكريم رغم إعاقتها.

ولفت إلى أنها حافظت على المعدلات العالية منذ الصغر وبذلت كل ما بوسعها لتبقى من الأوائل، قائلا: "أذكر أنه عند تسجيلها في الصف الأول في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين رفضوا وطلبوا إرسالها لمدارس خاصة بذوي الحاجات الخاصة، وأقنعناهم بتسجيلها بصعوبة".