فلسطين أون لاين

رسالة غادة وأمهات فلسطين

غادة سباتين (٤٧) عامًا أم لستة أطفال، مرت بالقرب من حاجز في حوسان في منطقة بيت لحم، غادة قتلها جندي عند الحاجز متعمدًا دون أن تمثل له خطرا. والأخطر في عملية القتل أن جنود الحاجز لم يقدموا لها إسعافًا أوليًّا، وتركوها تنزف بعد أن قطعت رصاصتهم الغادرة شريان الساق. غادة انتقلت إلى رحمة الله تحمل معها شكوى أمهات فلسطين، وخيانة الخائنين، وعنصرية وجرائم الإسرائيليين المحتلين.

حين قام (رعد حازم) ابن جنين بعمليته الفدائية في وسط تل أبيب فقتل وجرح بعض المغتصبين من قتلة النساء والأطفال بادرت بعض الدول العربية، لا سيما مملكة البحرين باستنكار عمل رعد، ووصفته بالإرهابي، ووصفت عمليته بالعملية الإرهابية، وقدمت تعازيها لذوي القتلى الإسرائيليين وحين قتل الجنود الإسرائيليون (غادة) بدم بارد وهي أم لستة أطفال رحمها الله رحمة واسعة لم تقم مملكة البحرين باستنكار الجريمة، ولم تصف القاتل بالإرهاب، ولم تقدم تعازيها لأبناء غادة وزوجها، ولاذت المملكة بالصمت.

لست أدري لماذا دخلت مملكة البحرين في مدخل ضيق، وأقحمت نفسها في موضوع بعيد عنها، ولا يخصها ولا يعنيها البتة، وليس لشعبها المحترم فيه مصلحة لا من قريب ولا من بعيد، ولا أعتقد أن اتفاق (أبراهام) يلزمها باستنكار أعمال الفلسطينيين، أعني لماذا هذا التطوع المغموس بالمذلة وبالشجار مع الفلسطينيين، وكان بإمكان المملكة الصمت، فلا تأييد، ولا استنكار. 

في دول كبيرة كبريطانيا مثلًا لم تصف الصحف عمل رعد بالإرهاب، ولم تقل عنه إرهابيًا، وقالت الغارديان البريطانية في خبرها: قتل الجيش الإسرائيلي فلسطينيًّا بعد قتله إسرائيليَّين في تل أبيب. هذا القول المعتدل والمحايد أثار حفيظة الخارجية الصهيونية، فذهبت الخارجية نحو الاحتجاج على الصحيفة.

فهلا قامت مملكة البحرين العربية بوصف الأحداث واكتفت بما اكتفت به الصحيفة البريطانية ألا يكفيها هذا، أم أنها قررت أن تقف موقف العداء الصريح للمقاومة الفلسطينية، مع علمها المسبق والتاريخي أن الفلسطينيين يقاومون العدو منذ القرن الماضي، وأن مقاومتهم لن تتوقف حتى ينالوا حريتهم وحقهم في تقرير المصير؟

إن (غادة) التي لم تبكها من بكوا المحتل، نالت الشهادة صباح الأحد ١٠ أبريل ٢٠٢٢م الموافق التاسع من رمضان، رسمت لدول العالم كله، ولمملكة البحرين، ودول الخليج، من حيث لم تخطط، فيديو يشرح جرائم العدو المحتل، وغدره، وقتله نساء فلسطين دون مبرر للقتل غادة تقف اليوم بين يدي الله تشكو له القاتل، وتشكو له المملكة، وغيرها، ممن خذلوا نضال الشعب الفلسطيني، إرضاء لمحتل خذله الله وضرب عليه الذلة والمسكنة حيثما كان، وفي أي زمان كان. هذا العدو المخذول لن ينفعه حبال الخليج، ولا حبال غيرها من الدول التي لم تستنكر قتل غادة واستنكرت عمل (رعد) الفلسطيني وغيره، ممن يدفعون العدو عن أمهاتهم وعن مقدسات المسلمين، بما يملكون من كرامة وعزة.

إن قتل غادة بهذه الطريقة المستفزة والعنصرية هي تطبيق عملي لتصريحات بينيت التي أعطت تصريحا مفتوحا للجنود والمستوطنين بالقتل دون خشية من المساءلة، لذا نخشى نحن الفلسطينيين من مواصلة العدو عمليات القتل، لا سيما إذا لم تتدخل بعض الدول لوقفه.