فلسطين أون لاين

​الأول على فلسطين مكرر يخطط لدراسة الطب

لؤي قنوع.. آمن بحلمه وأيقن بألا "مستحيل في هذا العالم"

...
لؤي قنوع وعائلته
غزة - صفاء عاشور

في بيت متواضع ترك الزمن آثاره عليه تأتي الفرحة اليوم لتغطي كل جزء فيه وتنشر السعادة نفسها بين جنبات المنزل وجنبات حي الشجاعية بأكمله، فالجميع فخور بذلك الشاب الذي رفع رأس أهله وحيه ومدرسته.

لؤي سمير قنوع أدخل الفرحة بنجاحه وتفوقه في قلوب جميع أهالي الشجاعية في شرقي مدينة غزة ولكن الفرحة كانت أكثر ما تكون في داخل قلب أهل بيته ومدير مدرسته وأساتذته الذين كان يؤمنون به وبإمكانية تحقيقه للحلم الذي يحلم به.

عشرات المهنئين توافدوا منذ سماع النتيجة التي أعلنها وزير التربية والتعليم على شاشات التلفاز ليصبح تربع لؤي قنوع على عرش أوائل فلسطين أمرا مؤكدا لا يمكن نكرانه أو التشكيك فيه، ليمتلئ البيت بالمهنئين من كل حدب وصوب.

بصعوبة بالغة استرقنا بضع دقائق مع لؤي من بين جموع المهنئين الذين توافدوا على المنزل لننال بضع كلمات يصف بها الانجاز الذي حققه والذي أدخل الفرحة لكل من قصد ولا يزال يقصد منزلهم.

درس لؤي سمير حسين قنوع، في مدرسة دار الأرقم وحصد المرتبة الأولى على فلسطين مكرر بمعدل 99,7%، حقق حلمه الذي كان يعمل من أجله طوال العام الدراسي.

ويقول لصحيفة فلسطين: "بعد أن أنهيت دراسة العام الماضي وحصلت على معدل 99,7% تمنت أن أحصل على هذا المعدل في الثانوية العامة، لذلك عملت على ذلك واجتهدت منذ بداية العام، وكنت أحكي حلمي لأهلي وأساتذتي ووجدت الدعم الكامل منهم".

ويضيف "كان الجميع يرى مدى إيماني بحلمي وتحقيق ما أصبو إليه وكنت دائماً ما أجد التشجيع والدعم سواء من المدرسة التي عملت على توفير أكفأ الأساتذة بالإضافة إلى الأهل الذين أكملوا دورهم في توفير كافة الاحتياجات المنزلية".

الحافز الأساسي الذي مكنه من الوصول إلى ما وصل إليه الآن هو أنه وضع هدفاً لنفسه واقتنع بقدرته على إنجازه وعمل على ذلك بجد واجتهاد "ففي النهاية لا يوجد مستحيل في هذا العالم"، كما يقول الشاب قنوع.

أزمة الكهرباء الأصعب

ويؤكد أن انقطاع التيار الكهربائي كانت أكبر الأزمات التي واجهته وأكثرها تأثيراً، إلا أن ذلك زاده إصراراً على تحقيق حلمه وعدم التراخي في تحقيق النجاح الذي طالما تمناه.

ولا ينسى قنوع الدور الكبير الذي بذلته عائلته لتجاوز الكثير من الأزمات، إذ عملت على توفير الراحة والهدوء وتلبية كافة احتياجاته التي ساعدته على تسهيل الدراسة، من توفير الإضاءة والتهوية بشكل دائم، نافياً أن يكون الصيام عائقاً أمام تقديم الامتحانات في شهر رمضان.

ويوجه المتفوق لؤي رسالة إلى طلبة الثانوية العامة للعام القادم بأن التوجيهي ليس أمراً صعباً وليس مدعاة للخوف، وأي طالب يمكنه الحصول على أي معدل يرغب به إذا وضع لذلك هدفاً وعمل من أجله، داعياً الطلبة إلى عدم أخذ الظروف التي يمر بها القطاع ذريعة وحجة لعدم التفوق وتحقيق الأهداف.

أول فرحة

والدة قنوع "أم لؤي"، وكما تحب أن يناديها الجميع، فهو أول فرحتها بالبنين (البكر) وها هو الآن يدخل الفرحة ثانية لقلبها ولقلب جميع من حولها ويعطيها وساما تتفاخر به أمام جميع النسوة اللواتي يعرفنها ولا يعرفنها.

ولم تستطع "أم لؤي" كبح جماح فرحتها ولا التوقف عن الابتسام لحظة، فكل ما حولها الآن يقول لها إن "لؤي جلب لك السعادة وجعلها تسكن بيتك"".

وتقول لـ"فلسطين": "لؤي كان طوال العام الدراسي وهو يعمل على تحقيق حلمه بأن يكون الأول على فلسطين، وكنت دائمة التشجيع له دون أن أثبط من همته ولا مرة".

وتلفت إلى أن إصراره على حلمه وذكره بشكل دائم جعلاها متيقنة من تحقيق هذا الهدف.

وتوضح "أم لؤي" أنهم لم يعلموا بالنتيجة إلا قبل ربع ساعة من إعلان النتائج عندما تواصل معهم أحد الأشخاص وأخبرهم أن اسم لؤي نشر على الإنترنت وهو الأول على فلسطين، مستدركةً "إلا أن اتصالا آخر قطع الفرحة المؤقتة التي سادت ونفى الخبر".

وأشارت إلى أنهم بعد هذه اللحظات وحتى إعلان أسماء الأوائل في المؤتمر الصحفي كانوا يعيشون على أعصابهم تمر الثواني والدقائق عليهم كأنها زمن لا نهاية له، حتى تم تأكيد الخبر وأن لؤي كان الأول مكرر على فلسطين.

ولم تدرك المرأة نفسها إلا وهي ساجدة شكراً لله على هذه النعمة، حين سمعت الخبر لا تسعها الدنيا، كما تؤكد، لتنطلق بعدها أصوات الزغاريد مخترقاً جدران المنزل إلى حي الشجاعية بأكمله حيث توافد المهنئون من كل حدب وصوب.

وكما آمنت بلؤي بقدرته على تحقيق حلمه في الثانوية العامة، توقن والدة الشاب قنوع بقدرة ابنها على تحقيق حلمه الثاني بدراسة الطب ليعود إليها طبيباً "أرفع راسي فيه قدام جميع الناس".