فلسطين أون لاين

والدته تصاب بالإغماء أمام محكمة الاحتلال

تقرير محاكمة قتلة الشهيد "الحلاق".. المماطلة والتسويف يسودان المشهد

...
والدة الشهيد إياد الحلاق داخل محكمة الاحتلال
القدس المحتلة-غزة/ نور الدين صالح:

حالة من الانهيار العصبي أصابت والدة الشهيد إياد الحلاق عقب خروجها من قاعة محكمة الاحتلال الإسرائيلي المركزية في مدينة القدس المحتلة في أولى جلساتها لمحاكمة القتلة من شرطة المحتل الذين نفذوا الجريمة بحقه في مايو/ أيار 2020. 

"تعب أم ثلاثين سنة راح في غمضة عين.. شو ذنبه؟ هذا ابني حبيبي المدلل عندي وهو كل حياتي".. كلمات ثقيلة خرجت من والدة إياد الذي بدا عليها علامات التعب والإعياء والدموع تنساب على خدَّيها.

وأضافت عقب خروجها من محكمة الاحتلال والغصَّة تتغلغل في قلبها بسبب مماطلة المحكمة في محاسبة قتلة نجلها "إياد" من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين جلسوا أمام القاضي الإسرائيلي ووجوههم مغطاة: "ابني ملوش ذنب، لمتى بدهم يضلهم يتعبوا أعصابي؟ يا رب خذ الحق لابني".

وبالتزامن مع خروجها من المحكمة، تظاهر عدد من المستوطنين أمام محكمة الاحتلال إسنادًا لقاتل الشهيد، وأخذوا يهتفون هتافات عنصرية تصفه بـ"المخرب"، وهو ما كان له أثر على نفسها كـ"الخنجر القاتل"، وعلى إثر ذلك أُغمي عليها وتهاوت أرضًا.

يقول منصور أبو غربية وهو أحد أقارب الشهيد إياد: إن محكمة الاحتلال عقدت جلستها الأولى لمحاكمة قتلته في وقت ترفض فيه عرض الفيديو الذي يوثق تفاصيل الجريمة لحظة حدوثها.

ويوضح أبو غربية الذي شارك في تظاهرة فلسطينية أمام المحكمة، في حديث لصحيفة "فلسطين" أن عدم عرض الفيديو، وهو قد نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يثبت بالدليل القاطع أن "إياد" قُتل بدم بارد، والاحتلال يريد إخفاء جريمته.

ولفت إلى أن العائلة قدمت طلبا لمحكمة الاحتلال العليا عدة مرات بضرورة مشاهدة فيديو الجريمة، لكنها رفضت ومنعت المحامين أيضا من رؤيته، مضيفا أن والدة الشهيد تعيش أوضاعا صحية صعبة تفاقمت أكثر منذ استشهاد نجلها قبل عامين، لذلك انهارت حينما تذكّرته ورأت قاتليه طلقاء بلا محاكمة.

ووصف محاكم الاحتلال بـ"الظالمة"، مشددا على أن القتلة حضروا للمحكمة ووجوههم مغطاة، ما يثبت بالدليل القاطع أنهم لا يزالون موجودين في الخدمة، ولم يتم فصلهم كما زعم الاحتلال.

ونبه إلى أن محاكم الاحتلال تصدر أحكاما بسيطة ضد جنوده الذين يرتكبون جرائم ضد الفلسطينيين، وهو عكس ما تفعله مع الشباب الفلسطيني بإصدار أحكام مغلظة تحت ذرائع واهية.

وشدد على أن عائلة الحلاق لن تسكت ولن تهدأ حتى ينال قتلة ابنها إياد عقابهم، وستواصل تحركاتها حتى النفس الأخير.

وفي 30 مايو 2020، أعدمت قوات الاحتلال الشاب إياد الحلاق (30 عاما) قرب باب الأسباط في البلدة القديمة بالقدس.

مماطلة واضحة

وأفاد المحامي خالد زبارقة وهو المتابع لقضية الشهيد "إياد" بأنه في الثالث من يونيو/ حزيران 2021 قدمت نيابة قسم التحقيقات مع شرطة الاحتلال لائحة اتهام ضد الشرطي المتهم بقتل الشاب الحلاق.

وقال زبارقة في تصريحات صحفية عقب خروجه من المحكمة إنه منذ ذلك الوقت لم تُعقد أي جلسة بهذا الشأن، وهذه أولى الجلسات في محكمة الاحتلال المركزية لقراءة لائحة الاتهام، وهذا التأخير غير مسوغ، ولا يرقى للتعامل القانوني مع هذه الملفات.

وأشار إلى أن هناك مماطلة من نيابة الاحتلال وطاقم الدفاع عن الشرطي في إدارة الملف وإظهار الحقيقة، وأن المحكمة أجَّلت الملف حتى 9 مايو المقبل.

وعدَّ جريمة قتل الشاب الحلاق "مركبة وخطيرة وقاسية"، لكونه من ذوي الاحتياجات الخاصة ويعاني مرضًا التوحد وأعدم بدم بارد.

وبحسب زبارقة فإن لائحة الاتهام التي قُدّمت لا ترقى لحجم الجريمة، مردفًا: "كنا نعتقد أن قسم التحقيقات مع شرطة الاحتلال سيقدم لائحة اتهام تعكس فعلًا خطورة وحجم الجريمة والمصيبة التي حلت بعائلة الشهيد الحلاق، لكن هذا لم يحصل".