تُمعن دولة الإمارات في تطوير علاقاتها التطبيعية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، حتى باتت حليفًا إستراتيجيًّا لها، على حساب الأمة العربية عامة، والشعب الفلسطيني خاصة، ما يمهد الطريق لـ(إسرائيل) للسيطرة على المنطقة العربية، ضمن محاولاتها الرامية لتوسيع علاقاتها فيها.
وتُشكِّل علاقات الإمارات مع (إسرائيل) خطرًا كبيرًا عليها من جهة، والعالم العربي من جهة أخرى، كما تأتي في سياق إنهاء القضية الفلسطينية، التي تحظى بدعم عربي وإقليمي ودولي.
ووصل رئيس دولة الاحتلال يتسحاق هرتسوغ، أمس الأحد، إلى الإمارات بدعوة من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، في زيارة تستمر لمدة يومين، إذ سيعقد خلالها سلسلة لقاءات وسيزور مسجد الشيخ زايد في العاصمة.
وهذه هي أول زيارة لرئيس إسرائيلي إلى دولة خليجية.
ويقول رئيس الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع أحمد الشيبة النعيمي، إن الحكومة الإماراتية "باتت في صف العدو الإسرائيلي، وتنضم انضمامًا كاملًا وواضحًا للمشروع الصهيوني".
وأوضح النعيمي لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال "يسعى لضم الأعضاء لناديه الصهيوني الإجرامي الذي يكرّس وجوده على الأرض الفلسطيني ومحاولاته للسيطرة على المنطقة العربية".
واعتبر ممارسات النظام الإماراتي بمنزلة "معاداة الأمة وتخلٍّ للمبادئ والقيم والعهود السابقة التي نص عليها الدستور الإماراتي في بداية تكوين الدولة"، مشددًا على أن "زيارة هرتسوغ هي تكملة للاعتراف الكامل ولتسليم فلسطين بالكامل ودعم الكيان في ترسيخ قواعده في المنطقة".
وبيّن أن سلطات الإمارات "تتخلى عن أهل فلسطين لكي تقف مع العدو الذي سرق أرضهم ودنس المقدسات"، معتبرًا أنها باتت "الوكيل الرسمي للاختراق الصهيوني للأمة بأكملها".
وأضاف النعيمي، أن "الإمارات وشعبها هي الخاسر الأكبر من عملية التطبيع مع الاحتلال الذي يتمسك بثقافته الإجرامية وطرد الفلسطينيين، فهو كارهٌ للعرب ويعدهم عدوًّا له"، لافتًا إلى أن هذه العقلية ستنتقل إلى الإمارات، وسيعمل على سلب وسرقة خيراتها.
وبحسب قوله، فإن الحكومات العربية تظن أن التطبيع مع الاحتلال سوف ينجيها "ولكن هذا لن يحدث، بل هي مرحلة لتمرير التطبيع والإدماج في المنطقة فقط".
ويؤيد ذلك جمال جمعة عضو سكرتاريا اللجنة الوطنية للمقاطعة وسحب الاستثمارات من الاحتلال (BDS)، مؤكدًا أن سلطات الإمارات تمعن في علاقاتها مع (إسرائيل)، من خلال الالتقاء بقادتها وتوقيع الاتفاقيات معها.
وبيّن جمعة لصحيفة "فلسطين"، أن النظام الإماراتي "جعل نفسه عدوًّا للأمة والشعب الفلسطيني"، عبر تحالفه مع (إسرائيل) بشكل إستراتيجي.
وأكد أن (إسرائيل) تسعى من خلال علاقات التطبيع مع الإمارات لترسيخ نفوذها في المنطقة وتحديدًا الخليج، موضحًا أن ما يجري في الإمارات يشكل خطرًا على الشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة ككل.
وأشار إلى أن (إسرائيل) هي ركيزة للاستعمار الأمريكي والغربي في المنطقة، والإمارات تسهل عليها هذه المهمة عبر تطبيع علاقاتها، مبيّنًا أن الاحتلال الإسرائيلي "العدو الأكبر للقضية الفلسطينية والقضايا العربية".
وتأتي زيارة هرتسوغ وفق ما ذكرت "يديعوت أحرونوت" بعد أيام من هجمات الحوثيين عبر طائرات مسيرة على مطار أبو ظبي.
وعلَّق النعيمي على ذلك بقوله، إن "(إسرائيل) لن تحمي الإمارات ودول الخليج"، مشيرًا إلى أنها لا تنظر إلا لمصلحتها في ظل عدائها وكرهها للعرب.
واستدل على قوله، برفض الاحتلال تزويد الإمارات بمنظومة القبة الحديدية.
وعدَّ أن اتفاقية الإمارات مع الاحتلال خروج حقيقي وصريح عما تعرف بـ"مبادرة السلام العربية"، متابعًا "اتفاقيات السلام مع الكيان منذ أوسلو كلها خيانة".
في حين يرى جمعة، أن التطبيع الذي تمارسه سلطات الإمارات وبعض دول الخليج العربي هو خروج عن "كل القيم والمبادئ الأخلاقية والثورية، "فهي تتحالف مع عدو تاريخي للشعب الفلسطيني والقضايا العربية"، حسب قوله.
وطالب الشعب الإماراتي والشعوب العربية كافة، بأن ترفع صوتها عاليًا أمام عملية التطبيع الجارية.
وكان رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت قد زار الإمارات في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2021.
ووقّعت (إسرائيل) والإمارات في 14 سبتمبر/أيلول 2020 اتفاقا لتطبيع العلاقات، وذلك برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وسط رفض فلسطيني واسع.