يواصل الفلسطينيون في الضفة الغربية تكثيف مقاومتهم الشعبية برشق سيارات المستوطنين بالحجارة والزجاجات الحارقة والفارغة، مما يستدعي استنفار الاحتلال بين حين وآخر، لتأمين مرور مركبات المستوطنين وعربات الجيش، لكن الفلسطينيين سرعان ما يتحينون أي فرصة جديدة لاستئناف مقاومتهم.
المستوطنون وسائقو مركباتهم، الذين تحولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق على الشوارع والطرقات، احتجوا ضد ما يعتبرونها إخفاقات الجيش وأجهزة الأمن بوضع حد لهذه الظاهرة التي تتسبب بإصابات متكررة بينهم، وخشيتهم من تدهور المركبات من على طرق عالية، في محاولة السائقين للهروب من راشقي الحجارة الفلسطينيين.
تقع حوادث إلقاء حجارة على حافلات المستوطنين على مدار الشهر، ويخشى السائقون اليهود الذهاب لنقل المستوطنين من وإلى مستوطناتهم وأماكن عملهم، ويطالبون الجيش والأمن بإيجاد حلول جذرية لما يعتبرونه "الواقع الأمني السيئ" بفعل اشتداد مقاومة الفلسطينيين، لأن التنقل بين الطرق والشوارع يعني كارثة.
بعض محاور الطرق في الضفة الغربية، لا سيما تلك المؤدية للقدس المحتلة، باتت تشكل في الأسابيع الأخيرة بؤرة للهجمات الفلسطينية، ومصدر خوف للسائقين اليهود، ويرجع ذلك لقيام الفلسطينيين بإلقاء الحجارة عليهم، مع أن هذه الظاهرة عُرفت منذ سنوات طويلة، وأصبحت جزءً لا يتجزأ من روتينهم اليومي.
في معظم هذه الحوادث الأمنية يتحطم الزجاج الأمامي لمركبات المستوطنين، ويحدث ذلك بين ثلاث إلى خمس مرات في اليوم الواحد، لأن الفلسطينيين يرشقون الحجارة بلا حدود، يصفها الإسرائيليون بأنها "حجارة حجارة"، أي من الوزن الثقيل، والسائق الذي تصيبه واحدة منها، يعني أن الموت قد يخطفه في أي لحظة، لأن زجاج المركبة يتحطم، وتتطاير كل الشظايا نحو السائق والمستوطنين.
القناعة السائدة بين جمهور المستوطنين أن السفر والتنقل بين طرق وشوارع الضفة يعني كارثة فعلية، ويزعمون أن الجيش لا يفعل ما يكفي للقضاء عليها، مع أن ضباطه يعلمون أكثر من سواهم أن كل سائق يهودي سيجتاز المحاور الرئيسية في الضفة الغربية سيكونون جاهزًا لمواجهة الكابوس المتمثل بسقوط الحجارة عليه من كل اتجاه، ولذلك يتهمون الجيش بالتخلي عنهم، رغم أن شركات الباصات ترفع تقارير يومية لأجهزة الأمن، دون جدوى.
لا يتوقف الخطر عند إلقاء الحجارة من قبل الفلسطينيين، بل إن إصابة أي سائق يهودي، يعني فقدانه القدرة على قيادة المركبة، وفي هذه الحالة فإن ازدحام عشرات المركبات الإسرائيلية يتراكم في الطرق العامة، مما يمثل للفلسطينيين فرصة ذهبية لتكثيف إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، وإيقاع مزيد من الإصابات في المستوطنين، مما يضطر السائقين لتحويل مسار الحافلات، وحينها من المتوقع أن تنقلب رأسا على عقب، وفي هذه الحالة ستحدث الكارثة، كما يسميها المستوطنون.