إعدام الشيخ فرحان السعدي
إعدام أحد الأبطال المجاهدين في فلسطين بعد اغتيال المجاهدين الفلسطينيين في يوم من أيام سنة 1937م حاكم الجليل (آندروز)، لدوره في تمليك اليهود كثيرًا من أراضي منطقة الجليل العليا، وقد ردت سلطات الاحتلال الإنجليزي على ذلك بحل اللجنة العربية العليا، وعزل رئيسها المفتي الحاج أمين الحسيني، وقامت بحملة اعتقالات لأعضائها، إلا أن رئيسها الحاج أمين الحسيني نجح في الوصول سرًّا إلى بيروت.
فلما عجزت السلطات الإنجليزية عن اعتقال رئيس اللجنة العربية العليا ما كان منها إلا أن اعتقلت رفيق الشيخ المجاهد الشيخ عز الدين القسام الشيخ فرحان السعدي، وهو في الثمانين من عمره، لدوره المشرف في قيادة الجهاد بعد استشهاد القسام، فكانت تضمر له الحقد وترغب في الانتقام منه.
وعند تفتيش بيت الشيخ فرحان السعدي وجدت السلطات بندقية قديمة، فتذرعت بها لإحالته إلى المحكمة العسكرية في حيفا بتهمة تنظيم الثورة، وأصدرت حكمًا بإعدامه شنقًا بعد يومين.
ومع كل التدخلات التي تدنت مطالبها شيئًا فشيئًا حتى اكتفت بطلب تأجيل الإعدام إلى ما بعد شهر رمضان رفض المندوب السامي الإنجليزي كل المطالب بإصرار، في الوقت الذي رفض فيه الشيخ فرحان السعدي تهمة اغتيال (آندروز) أو الاعتراف بالذنب، فعلقت المشنقة وأعدم الشيخ فرحان السعدي ابن الثمانين سنة، وهو صائم، رحمه الله.