الصليبيون يحتلون الجليل شمال فلسطين
أوعز الملك الفرنجي جودفري إلى الأمير تنكرد بالاتجاه شمالًا لاحتلال إقليم الجليل، على أنه يتجه هو للسيطرة على أرسوف، وبالفعل اتجه تنكرد بقواته إلى الجليل ووصل إلى طبرية عاصمة الإقليم، لكن أهلها من المسلمين لم يتصدوا لهم، ولم يقاوموهم وإنما هربوا شمالًا إلى دمشق وضواحيها، فلم يجد تنكرد من يعترض طريقه، ليصل بعد ذلك إلى الناصرة، التي دخلها كذلك دون مقاومة، ثم إلى جبل طابور، ليتجه بعدها إلى بيسان في الجنوب الشرقي من الإقليم ويدخلها دون مقاومة.
ويبدو أن الصراع المستمر بين دمشق والفاطميين على الإقليم قد أنهك الأهالي في ذلك الإقليم، ما جعلهم يملون من كثرة الحروب والنزاعات ففضلوا النزوح والهجرة، بدلًا من المقاومة التي لا تجدي في ظل صمت حكام دمشق والقاهرة وبغداد، خاصة أنهم قد سمعوا بأخبار المذابح والمجازر التي وقعت في أنطاكية والمعرة ثم القدس.