فلسطين أون لاين

فتاوى رمضانية (4)

...
غزة - فلسطين

يجيب عنها الدكتور بسام العف أستاذ الفقه وأصوله المساعد في جامعة الأقصى

1- ما حكم استعمال التحاميل في نهار رمضان إذا كان الصائم مريضًا؟

هي مما يدخل إلى الجسم عن طريق فتحة الشرج -الدبر-، وتستعمل لعدة أغراض طبية، كتخفيف آلام البواسير، أو خفض درجة الحرارة، أو غيرها، وحكمها عند أكثر الفقهاء المعاصرين أنها لا تفطر، لأن فتحة الشرج (الدبر) متصلة بالمستقيم، والمستقيم متصل بالقولون (الأمعاء الغليظة)، وامتصاص الغذاء يتم معظمه في الأمعاء الدقيقة، علاوة على ذلك أن هذه الحقن تحتوي على دواء ليس فيه غذاء، ولا ماء، كما أن التحاميل تحتوي على مادة دوائية، وليس فيها سوائل، ولأنها ليست أكلًا ولا شربًا، ولا بمعناهما ولا تصل إلى المعدة التي هي محل الطعام فليس هناك ما يدل على التفطير، والأصل صحة الصيام حتى يقوم دليل على إفساد الصوم، وليس هنا ما يدل على الإفساد، ولا يقال إنها تفسد الصوم لأن فيها صلاحا للبدن، ذلك لأن الله لم يجعل كل ما فيه صلاح البدن مفسدًا للصوم، إنما ذكر الطعام والشراب فقط، ويقاس عليهما ما في معناهما كالدواء المغذي، وإصلاح البدن قد يحصل بأشياء كثيرة، ومع ذلك فهي لا تفطر.

2- ما حكم استعمال الإبر في الوريد، والإبر في العضل؟ وما الفرق بينهما وذلك للصائم؟

بالنسبة للإبرة العضلية فالاتفاق قائم بين العلماء المعاصرين على أنها لا تفطر الصائم، لأنها ليست أكلًا، ولا شربًا، ولا بمعنى الأكل والشرب، وعليه فينتفي عنها أن تكون مفسدة للصوم.

أما الإبر الوريدية فلا تخلو أن تكون مغذية أو غير مغذية، أما غير المغذية فحكمها كالعضلية في كونها لا تفطر الصائم بجامع عدم الفرق بينها، أما إن كانت مغذية كالإحليل السائلة، فالراجح الذي عليه جمهور الفقهاء المعاصرين أنها تفطر الصائم، لأنها في معنى الأكل والشرب، فإن المتناول لها يستغني بها عن الأكل والشرب، ولأنها وإن كان لا يصل منها شيء إلى الجوف من المنافذ المعتادة، لكن يحصل بها ما يتقوى به الجسم ويتغذى، وهذا كافٍ في اعتبارها مفطرة.

3- استعمال بخاخ ضيق النفس للصائم هل يفطر؟

يستخدم غالبًا لضيق النفس غاز الأكسجين أو بخاخ الأنف وهو عبارة عن هواء يعطى للمريض الذي يعاني من ضيق التنفس، ولا يحتوي على مواد عالقة، أو مغذية، ويذهب أغلبه إلى الجهاز التنفسي، وما كان كذلك فلا يعد مفطرًا أو مفسدًا للصوم طالما أنه لم يصحب دخوله دواء ونحوه يصل إلى الجوف، ولم يقل أحد من الفقهاء بأن استنشاق الهواء مفطر للصيام، فهو كما لو تنفس الهواء الطبيعي الذي نستنشقه، ولو فرضنا أن البخاخ يحتوي على جزء من الماء الذي قد يصل رذاذه إلى الجوف فلا يفسد به الصوم؛ لأن الداخل منه إلى المريء ومن ثم إلى المعدة قليل جدًا، فلا يفطر قياسًا على المتبقي من المضمضة والاستنشاق، وهو نادر والنادر لا حكم له.

4- هل يبطل الصوم باستعمال دواء الغرغرة؟ جزاكم الله خيرًا.

دواء الغرغرة ليس بمفطر ولا مفسد للصوم إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الجوف؛ بأن يمج ثم يبصق ولا يشترط المبالغة في البصق؛ لأن الباقي بعده مجرد بلل ورطوبة لا يمكن التحرز منه، فيعفى عنه قياسًا على المتبقي من المضمضة أو الاستنشاق، أما لو زاد عن هذا الحد فهو مفطر، والله تعالى أعلم.