فلسطين أون لاين

تساهم بـ 4.5% في الناتج القومي

جرادات: صناعة الحجر في الضفة الغربية تواجه تحديات في الإنتاج والتصدير

...
صورة أرشيفية
الخليل-غزة/ رامي رمانة:

تواجه صناعة الحجر والرخام في الضفة الغربية تحديات على صعيد الإنتاج والتصدير، بسبب عراقيل الاحتلال الإسرائيلي على المعابر والمنافسة الأجنبية غير المتكافئة، فضلاً عن غياب الدعم الكافي من جانب الحكومة.

وأوضح نائب رئيس اتحاد صناعة الحجر في الضفة الغربية نور الدين جرادات، أن غالبية مقالع الحجر في الضفة تتمركز في المناطق المصنفة (ج)، التي يمنع الاحتلال المنتجين الفلسطينيين من الوصول إليها أو الانتفاع بها، وإن حاولوا الوصول فإنه يعتقلهم أو يصادر معداتهم، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً أمام التوسع في هذه الصناعة المهمة.

وأضاف جرادات لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي بذلك وحسب، بل يضع عراقيل على تصدير المنتج الفلسطيني إلى الخارج، فيضطر الفلسطينيون تفادياً للخسائر لتوجيه إنتاجهم الفائض إلى السوق الإسرائيلي، ومع ذلك فإن المنتج الفلسطيني فقد في السنوات الثلاث الأخيرة (30%) من وجوده في السوق الإسرائيلية لوجود منتجات أجنبية منافسة في الأسعار.

وأشار في هذا الصدد إلى أن السوق الإسرائيلي كان يستوعب في الظروف الطبيعية (70%) من الإنتاج الفلسطيني.

وبين جرادات أن الاتحاد يتطلع لزيادة صادراته إلى الخارج بنسبة (40%)، لكن الاحتلال يحول دون ذلك. مشيراً إلى أن الصادرات الفلسطينية للخارج لا تتعدى (10%)، وهي مقتصرة فقط على دول عربية محددة.

وذكر جرادات أن قطاع صناعة الحجر في فلسطين يساهم في (5%) من إجمالي الناتج المحلي، و(4.5%) من إجمالي الناتج القومي، ويعد من أكبر المشغلين للأيدي العاملة، وهو بحاجة إلى اهتمام على المستوى الرسمي.

ودعا السلطة الفلسطينية إلى إعطاء صناعة الحجر والرخام المزيد من الاهتمام، ومنحهم إعفاءات جمركية على الأقل خلال الفترة التي شهدت كساداً بسبب جائحة كورونا، كما أهاب بالحكومة مساعدتهم في فتح أسواق جديدة وتنظيم معارض دولية، وخفض أسعار الكهرباء التي تعد عنصرا رئيسا في العملية التشغيلية.

وقدر جرادات عدد المنشآت العاملة في صناعة الحجر بالضفة الغربية بـ(800) منشأة (مصانع، ومحاجر، وكسارات، وورش عمل) تتمركز في جنوب الضفة في الخليل، وفي شمال الضفة في نابلس، مشيراً إلى أنها تقدم منتجات لواجهات المنازل والمحال التجارية، وأعمال البلاط والديكور، وتركيب المطابخ وأحجار الزينة، بما يعادل (16) مليون متر مربع سنويا.

وبين أن صناعة الحجر والرخام توفر نحو (50) ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.

وحسب جرادات تتعدد ألوان الحجر الفلسطيني، بين الأبيض الأكثر شهرة، والأصفر "الكريمي" والأحمر، والمائل للزرقة.

وأشار إلى مشاركة العاملين في صناعة الحجر والرخام في معرض أقيم مؤخراً في العاصمة التركية إسطنبول بعد فترة انقطاع عن المعارض الدولية بسبب جائحة كورونا، مبيناً أن المعرض هدف إلى التعريف بالمنتج الفلسطيني والوقوف على ما توصلت إليه التكنولوجيا في صناعة الحجر.

وأكد جرادات أن صناعة الحجر والرخام في فلسطين تستخدم التكنولوجيا في عملها لاسيما في مجال القص والصقل، وتواكب كل ما هو جديد على الرغم من العقبات الإسرائيلية على المعابر.

وتأسس اتحاد صناعة الحجر والرخام عام 1996، ويضم حوالي 1500 عضو، يتم انتخاب ممثليه كل ثلاث سنوات.

وفي إطار تطوير العمل في صناعة الحجر والرخام بين جرادات أنه تم إنشاء مركز يقدم تعليما وتدريبا مهنيا وتقنيا في مجال صناعة الحجر والرخام في جامعة بوليتكنك فلسطين في الخليل، مجهز بأحدث الماكينات والمعدات.

وتعد صناعة الحجر والرخام واحدة من أقدم الصناعات التاريخية في فلسطين وتعود جذورها إلى آلاف السنين، ويقدر العائد السنوي لهذه الصناعة بحوالي (700) مليون دولار.