في كتاب جديد نشره موقع (بيزنس اسايدر) الأمريكي، قال المؤلفان بوب وودوارد، وروبرت كوستا: إن ترامب وصف صهره، ومبعوثه للشرق الأوسط، جاريد كوشنر بأنه (أكثر ولاءً لإسرائيل من موطنه أمريكا). ومن المعلوم أن كوشنر يهودي نشأ في أسرة يهودية أرثودكسية، ودخل للبيت الأبيض من بوابة ترامب، ومن بوابة الولاء لـ(إسرائيل)، لذا كان ملفه الرئيس هو قضية الصراع في فلسطين المحتلة، وهو الذي هندس اتفاقية (أبراهام) مع عدد من الدول العربية لصالح دولة الاحتلال. هذه الاتفاقية التي احتفلت بها حكومة (إسرائيل) قبل يومين بمناسبة مرور عام على توقيعها.
الاتفاقية حققت كثيرًا مصالح دولة الاحتلال، وأثمان التوقيع دفعتها أمريكا، لا (إسرائيل). إدارة ترامب بتزكية من كوشنر قدمت ثمن توقيع الإمارات، وثمن توقيع السودان، وثمن توقيع المغرب، والهدف من الدفع تحقيق مصالح (إسرائيل) لتهيئة وجودها عضوا طبيعيا في المنطقة، وبلدا متفوقا على كل بلاد المنطقة العربية.
كوشنر اليهودي ليس هو الوحيد الذي يحمل ولاء مزدوجا، يجمع ما بين (الولاء لإسرائيل)، والولاء لوطنه أمريكا، بل إن جل يهود الولايات المتحدة الأمريكية يحملون هذا الولاء المزدوج، بنفس الصبغة التي يحملها كوشنر، والجديد في هذا هو أن التصريح بهذه الحقيقة جاء من ترامب نفسه، الذي سخر مرحلة حكمه لخدمة دولة الاحتلال، وهضم حقوق الفلسطينيين.
في أمريكا منظمات صهيونية يهودية عديدة مسكونة بالولاء المزدوج، وعلى رأسها منظمة (إيباك) التي لها دور معتبر في تنصيب رؤساء أمريكا، وإنجاح أعضاء الكونجرس، من الذين يكشفون عن ولاء متقدم جدا لدولة (إسرائيل). هذه المنظمات تعمل في الظاهر وفي الخفاء على استبقاء إدارات البيت الأبيض على أعلى درجة من الولاء لدولة (إسرائيل) وخدمة مصالحها، وتكاد تكون منظمة إيباك اليهودية الأمريكية، أقوى المنظمات الأمريكية، وأوسعها نفوذا في توجيه سياسة البيت الأبيض بما يخدم مصالح (إسرائيل) في المنطقة العربية، وفي بقية دول العالم.
هذا وقد أعرب عديد من الباحثين، والخبراء، وقادة أمريكا، عن قلقهم من ظاهرة الولاء المزدوج، خاصة بين يهود أمريكا، وقد واجهت المنظمات اليهودية هذه التهمة، من خلال ما سموه مكافحة التمييز. وكأن التخوف من الولاء المزدوج فكرة عنصرية يقصد بها مناهضة اليهود، في حين أن الولاء المزدوج ظاهرة خطرة وطنيا ليس في أمريكا وحدها بل في كل البلاد التي تعاني الظاهرة.