فلسطين أون لاين

​أخطاءٌ شائعة في رمضان

...
غزة - فاطمة أبو حية

في الوقت الذي ينتظر فيه المسلمون شهر رمضان لحصد الأجر بكل الطرق الممكنة، قد يقعون خلاله في بعض الأخطاء التي تكون سببًا للذنوب، وللتنبيه على الأخطاء الشائعة في رمضان، تحدّثت "فلسطين" إلى الشيخ عبد الباري خلة.

ويُذكِّر خلّة من الأخطاء الشائعة في رمضان قراءة القرآن لفترات طويلة، وختم المصحف بيوم واحد دون فهم أو تدبر، والنوم لساعات طويلة في النهار وترك الصلاة في موعدها، وإعداد الولائم المبالغ فيها، إضافة إلى التسوق المبالغ فيه قبل رمضان من مأكولات ومشروبات، والهدايا الرمضانية وتكلفتها الزائدة، ما قد يمنع الشخص عن الزيارات.

ومن الأخطاء التي يعددها أيضا، اصطحاب الأطفال صغار السن إلى المساجد في صلاة التراويح، واختفاء الشعائر الرمضانية ما بعد الإفطار، وارتفاع الأسعار في رمضان، وقضاء معظم الوقت في مشاهدة برامج التلفاز والمسلسلات.

ويقول خلّة لـ"فلسطين": "ظاهرة تضييع الوقت في رمضان في مشاهدة المسلسلات والأفلام وفي المسابقات الثقافية والدينية وغيرها ظاهرة خطيرة، وتكمن الخطورة في أنها تشغل المسلم عن استثمار شهر رمضان"، مضيفًا: "يُؤجّل عرض المسلسلات إلى شهر رمضان، وكأنّه للعب وتضييع الأوقات، والهدف منها تفريغ الشهر الفضيل من مضامينه الإيمانية والنفسية والصحية".

ويتابع: "وكذلك الحال فيما يتعلق بالمسابقات الرمضانية التي يتعمَّد أصحابها أن تكون في رمضان، وهي تضيّع الوقت، حيث ينشغل الشباب في حلّها، وإن كان هناك بعض الإيجابيات من معرفة بعض المعلومات، علاوة على وجود الميسر والقمار في بعض المسابقات، والميسر محرم شرعًا".

ويوضح: "بعض الناس ربما نام النهار، وسهر الليل، يشغل وقته في الليل بما لا ينفع، وفي النهار ينام حتى لا يشعر بألم الجوع والعطش، أن يتنقل بين القنوات التلفزيونية باحثًا عن الملهيات المختلفة، وهذا مناقض لغايات الصيام وحكمته، وإن كان الصيام صحيحًا إلا أنه ناقص الأجر والثواب، ولا بد أن يستثمر المسلم وقته في طاعة الله".

ومن الأخطاء التي لا بد من تجنبها، الإسراف في الطعام، إذ يقول تعالى: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، وبحسب خلّة، فإن: "هذه الآية الكريمة اشتملت على نصف الطب، فإن أكثر الأمراض من التُّخمة، وإدخال الطعام على الطعام"، وقد ورد في الحديث الشريف: "مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ".

ويبيّن: "الغذاء في الإسلام وسيلة لا غاية، فهو وسيلة لحياة الإنسان، وجعل الله في الإنسان ميلاً للطعام، ليبني به جسده، ويتلذذ به في حياته لكنه مقيد فيه بالمحافظة على صحته، وشهر الصيام هو فرصة لكبح النفس عن شهواتها، وموسم من مواسم الطاعة، ودورة تربوية، فيقلل فيه المسلم الطعام والشراب والشهوات لينال الفضل والمغفرة من الله تعالى".

ويلفت خلّة إلى بعض الآداب التي على المسلم أن يتحلّى بها في رمضان: "الضيف يجب أن يراعي آداب المكان، وحرمة صاحبه، ونحن في بيوت الله جئنا لعبادته، وخاصة في شهر رمضان وفي صلاة التراويح، فلا بد من آداب نتخلق بها، أولها أخذ الزينة عند كل صلاة، لقوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، فيستحب التجمل عند الصلاة ولا سيما يوم الجمعة ويوم العيد وفي المناسبات والاجتماعات، ولا ينبغي للمسلم أن يذهب للمسجد بثياب النوم أو بثياب المهنة حيث القذر وكراهة الرائحة، وفي صلاة التراويح يكثر المصلون فلا بد من لبس أفضل الثياب".

ويشير إلى أنه من الآداب أيضا عدم رفع الأصوات، إذ لا ينبغي رفع الصوت حتى بالذكر وقراءة القرآن، ومن أمثلة الصوت المزعج في رمضان التسول حول المساجد، وتشويش الأطفال على المصلين بما يفقدهم الخشوع، وأصوات ألعابهم النارية، وكذلك رنين الهواتف المحمولة.

ويذكّر بضرورة عدم أكل الأطعمة ذات الرائحة الخبيثة كالثوم والبصل والدخان قبيل التوجه إلى المساجد، فعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، زَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلاً فَلْيَعْتَزِلْنَا أَوْ قَالَ فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ".

ويؤكد أهمية نظافة المساجد، فلا ينبغي أن تكون بيوتنا أفضل حالًا من مساجدنا بل مثلها، ولذا فإن من يقوم عليها له أجر عظيم.