فلسطين أون لاين

في "ضريح" السيد هاشم .. إفطار جماعي وإبتهالٌ بالشهر الفضيل

...
غزة - نسمة حمتو

يعدّ مسجد السيد هاشم من المعالم البارزة التي تميز البلدة القديمة في حي الدرج، حيث بني من حجارة كانت تستخدم في بناء مبانٍ كانت قائمة ثم اندثرت وأعيد استخدامها لبناء المسجد، وهو أحد الأماكن الأثرية التي ما زالت مشهورة بدرجة كبيرة إلى يومنا هذا.

قبر السيد هاشم

لا يعرف على وجه التحديد متى بدأ بناء هذا المسجد، لكن في الأصل كان هناك مغارة في كهف بالقرب من مقبرة في حي الدرج وهو قبر سيدنا هاشم وكان قريبًا من مقبرة "الأوزاعي".

بعد ذلك جاء المماليك ليحكموا فلسطين في 148 هجري-1250 ميلادي، وهنا بدؤوا بالاهتمام بالقبور والمقامات وبنوا مسجدًا سموه السيد هاشم، كما قال الأستاذ المساعد في التاريخ في كلية مجتمع الأقصى عبد الله الحوراني.

وأوضح الحوراني لـ"فلسطين" أن المسجد بشكله الحالي ليس بناء المماليك إنما البناء الذي بُني في عهد السلطان العثماني عبد المجيد الثاني على طلب من الحاج أحمد الحسيني، مشيرًا إلى أنه في تلك الفترة قال السلطان للعمال إنه لا يوجد أموال لبناء المسجد فتبرعوا بالأموال لبناء المسجد واستخدموا بعض الحجارة لمسجد قديم اسمه "الجاولي".

وأضاف: "كما استخدموا حجارة مسجد البيماريستان وكان موجودًا شرق المسجد العمري قرب مدافن آل الغصين، والدليل على ذلك الأعمدة الرخامية التي تزين مدخل باب المسجد والتي تزين أبواب الغرف الغربية بالمسجد". منبهًا على أن مساحة المسجد 4 آلاف متر مربع.

الخطابة في المسجد

وأشار إلى أنه في الزاوية الشمالية للمسجد توجد الغرفة المسكون فيها السيد هاشم، وفي أعلى هذه الغرفة قبة كبيرة يمكن مشاهدتها من الجهة الشمالية والغربية، وهذه الغرفة يحاذيها عدد من الغرف كانت مأوى للغرباء القادمين من شتى أنحاء البلاد الإسلامية قديمًا.

وقال: "اهتم الغزيون اهتمامًا كبيرًا بإمامة المسجد وخطباء المسجد وكانوا يختاروا أعلم رجال الدين ليتولوا مهمة الإمامة والخطابة في المسجد وكان هناك اهتمام كبير لإحياء المناسبات الدينية في هذا المسجد خاصة في العصر المملوكي والعثماني عندما ازدهرت الحركات الصوفية والفرق الدينية مثل الشاذلية والعلوية".

أعمدة مزخرفة

وأضاف: "ما يشد الانتباه في المسجد أنه عند الوقوف في وسط المسجد، الأروقة التي تحيط بالساحة من الشمال للجنوب للغرب تمتد على طول هذه الأروقة أعمدة رخامية على الطراز الكورنسي وهذه الأعمدة لها تيجان مزينة بزخارف محصورة من أوراق نبات الأكانتش والخرشوف".

وأشار إلى أن هذه الأعمدة تتصل ببعضها من خلال عقود حملت فوقها القباب الملحقة بالقبة الرئيسة للمسجد وعددها 19، وتلك العقود المتقاطعة هي في الأساس ابتكار إسلامي ظهر في العمارة العثمانية، لافتًا إلى أن العثمانيين كانوا حريصين على فن عمارة المساجد خاصة في نظام التسقيف ومنها سقف وقباب مسجد السيد هاشم.

شهر رمضان

أما طريقة بناء مئذنة المسجد التي تعلو بيت الصلاة فهي على النمط المملوكي وتتسم قاعدتها بأنها مربعة الشكل ثم حورت لتكون ثمانية الشكل وهذه المئذنة تتكون من عدة أقسام وكل قسم منها قد زخرف بشكل من أشكال الزخرفة المسننة وتعلوها عتبة من الرخام الأبلق "الأبيض والأسود"، وتحتوي المئذنة على بعض النوافذ المغلقة المزخرفة بنقوش مسننة وفي داخلها دوائر هندسية أو زخرفت بشكل هندسي وأسفل قاعدة المأذنة وضعت أعمدة رخامية بشكل أفقي تسمى الأعمدة السابحة لتدعيم وتقوية الجدار الذي يحمل المأذنة.

أما يتعلق بالأجواء الرمضانية في مسجد السيد هاشم قال الحوراني: "شهر رمضان كانت الاحتفالات وما زالت عادية فيه، يتم الاهتمام بصلاة التراويح وقيام الليل ويتم تنظيم إفطار جماعي داخل المسجد في حال توفر ذلك".

وأوضح أن المسجد أعيد افتتاحه من قبل وزارة الأوقاف في أواخر شهر سبتمبر 2009 بعد ترميم استغرق 3 سنوات وهو يدلل على أهمية هذا المسجد وقيمته التاريخية والدينية لأهله.

وفيما يتعلق بالاحتفالات بالأعياد في هذا المسجد عيدي الفطر والأضحى كان يتم نصب الأراجيح والألعاب في ساحة كبيرة شرقي المسجد كان يتجمع فيها عشرات الأطفال يحتفلون بالعيد على غرار مدينة الملاهي وكانوا يمرحون ويمضون أيام العيد وكانوا يسمونها أيام "المواسم".