في ظل الحرب والدمار الذي يشهده قطاع غزة، تبرز قصص إنسانية ملهمة تبعث الأمل في نفوس الناس. من بين هذه القصص، قصة الناشطة الاجتماعية نجلاء الغلاييني التي كرست حياتها لخدمة مجتمعها، خاصة في أوقات الشدة.
بدأت الغلاييني عملها التطوعي منذ أكثر من ثماني سنوات، وركزت على دعم الأيتام والأرامل. ومع تصاعد حرب الإبادة الجماعية في غزة، زادت حاجة المجتمع إلى الدعم، فبادرت الغلاييني مع شقيقتها إلى إطلاق مبادرة "فكر بغيرك" التي قدمت المساعدات الغذائية والصحية للنازحين.
ورغم التحديات الجمة التي تواجهها غزة، من حصار مالي ونقص في المواد الأساسية، إلا أن الغلاييني تمكنت من توفير الدعم للآلاف من العائلات المحتاجة. وقد قامت بتنظيم حملات لتوزيع المواد الغذائية، وإنشاء مراكز لتحفيظ القرآن، وتقديم الدعم النفسي للأطفال.
تقول الغلاييني لـ "فلسطين أون لاين": "طوال هذه السنوات، قمت بتنفيذ العديد من المبادرات المجتمعية في قطاع غزة، بالتعاون مع مؤسسات متنوعة مثل بلدية غزة والجمعيات النسائية. لقد كانت هذه المبادرات تشمل تعاونًا مع المدارس والجامعات والمناطق المختلفة، مثل حي الرمال، حيث كنا نعمل معًا لتحقيق أهدافنا".
وتضيف: "للأسف، أدى تشديد الحصار المالي من بعض الدول إلى توقف الدعم، لكنني استمريت في العمل. كان لدي فريق في رفح يساعدني في تنفيذ المبادرة، وكنت أتابع كل التفاصيل وأوثق العمل من خلال الصور الجميلة التي ألتقطها وأشاركها مع المتبرعين عبر حساباتي".
شاركت الغلاييني وفق ما تقول بالتعاون مع مؤسسات دولية لتنفيذ طرود غذائية وصحية للمحتاجين، وتقديم كفالات لأيتام الحرب، وكانت تحرص على أن تكون متواجدة بنفسها في موقع العمل.
وعندما نزحت المبادرة الفلسطينية إلى منطقة المواصي والقرارة في خان يونس، كانت أولى مبادراتها سقيا الماء بسبب شح مياه الشرب في المنطقة وصعوبة الحصول عليها في تلك الفترة.
كما وفرت الطرود الصحية والغذائية، وأنشأت مركزًا لتحفيظ القرآن الكريم، الذي لاقى إقبالًا كبيرًا من الفتيات، حيث بلغ عددهن 100 طالبة يتابعن دراستهن منذ شهر مايو الماضي حتى اليوم، بدعم من فاعلي الخير بدول عربية مختلفة بحسب ما أفادت.
ورغم معاناة النزوح وما فرضته الأوضاع السائدة من أعباء مضاعفة على المرأة، إلا أن الغلايين تقول إنها تحاول أن توازن بين مسؤولياتها بحيث لا يطغى جانب على آخر.
وتوضح أن العمل في هذه المبادرات لم يكن سهلًا، فقد واجهت العديد من التحديات، أبرزها شح السيولة وصعوبة توفير المواد الأساسية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمستلزمات. كما أن صعوبة التنقل بسبب اشتداد القصف كان من أكبر التحديات.
وتتابع: "أنا دائمًا حريصة على توثيق كل شيء، سواء من خلال الوثائق المالية أو الصور التي أرسلها للمتبرعين لضمان الشفافية والمصداقية في العمل. كما أنني لا أعمل بمفردي، فدائمًا ما يكون لدي فريق من المتطوعين يساعدونني في تنفيذ المبادرات، رغم التغيرات التي تحدث في أماكنهم بسبب النزوح".