انتقد تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور موسى أبو مرزوق قائلًا: "اللعثمة في السياسة تضر ولا تنفع يا دكتور موسى"، مضيفًا: "ألا يكفينا ما نحن فيه من مفاوضات مع الاحتلال وفق الرغبة الأمريكية بشأن إجراءات بناء الثقة، حتى يطل علينا الدكتور موسى أبو مرزوق بالصوت والصورة ويقول: إن حماس قد تجد نفسها مضطرة إلى الدخول في مفاوضات مع (إسرائيل) لاعتبارين: الأول شرعي حيث لا غبار على ذلك، والثاني عملي، فما كان شبه تابو (محرم) قد يصبح مباحًا استجابة لمطلب شعبي؟!".
لا شك أن السيد تيسير خالد الآن يشعر بالإحراج الشديد، وذلك لسبب بسيط أنه وقع في فخ الذباب الإلكتروني، الذي أعاد نشر تصريحات عمرها (7) سنوات للدكتور موسى أبو مرزوق، وخرج بكل حماس ليعلق عليها بشيء من السخرية وكأنها قيلت بالأمس.
ما يهمنا في هذا الخبر أمران: الأول أن بعض من يطلق عليهم "قادة" في هذا الوطن لا يدرون ما يحدث حولهم، بل يتصرفون كنشطاء (فيس بوك) على أحسن تقدير، فينجرون خلف ما ينشره ويروجه الذباب الإلكتروني دون تكلفة النفس بالتحقق مما يقال أو متى قيل، وهذا دليل أن "قادة الصدفة" ليس لديهم ما يصنعونه، بل هذه هي الحقيقة، فلو نظرنا حولنا لوجدنا معظمهم منشغلين بتعظيم الإنجازات التي وعد بها العدو الإسرائيلي السلطة الفلسطينية، خاصة توفير تقنية الجيل الرابع للسلطة، فهل أصبح تشغيل تقنية الجيل الرابع انتصارًا يتغنى به؟! هل إزالة العقبات من أمام منحة قطر لغزة تعد إنجازًا، خاصة أننا نعرف من يضع العقبات؟!
الأمر الثاني الذي يعنينا في الخبر هو أن التصريحات القديمة للدكتور موسى أبو مرزوق صحيحة، ولكن اجتزأها الذباب الإلكتروني، وكذلك فعل تيسير خالد، إذ قال الدكتور موسى أبو مرزوق: "إن حركة حماس رغم عدم حرمة التفاوض المباشر مع الاحتلال لم تفكر حتى اللحظة بالتفاوض المباشر معه"، وبعد مرور 7 سنوات على تلك التصريحات لم تتحدث حماس عن مفاوضات مباشرة معه، أي أنها غير متلهفة لذلك، وهذا دليل على صدق الدكتور موسى أبو مرزوق ودقة حديثه، ولكن تيسير خالد أبى إلا أن يحرج نفسه.