فلسطين أون لاين

​بعد تمسكه بالسيطرة الأمنية على الضفة

تحليل: نتنياهو يعكس رؤية أمنية إقليمية لحل القضية الفلسطينية

...
بنيامين نتانياهو (أ ف ب)
طولكرم - خاص "فلسطين"

عدّ متحدثان فلسطينيان تمسك رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسيطرة الأمنية على الضفة الغربية المحتلة، بأنه انعكاس للعقلية الأمنية الإسرائيلية في الإطار الإقليمي وليس السياسي الفلسطيني لتسوية القضية الفلسطينية.

وكان نتنياهو جدد، أول من أمس، تأكيده على التصريحات التي أطلقها في الأسابيع الماضية، بتمسكه بالسيطرة الأمنية على كل الأراضي الفلسطينية الواقعة بالضفة الغربية "وبضرورة اعتراف الفلسطينيين بـ(إسرائيل) كدولة يهودية كشرط لصنع السلام".

وقال نتنياهو إن (إسرائيل) ستواصل "بتسوية سياسية أم لا، بسط سيطرتها الأمنية على كل الأراضي الواقعة غربي نهر الأردن (الضفة الغربية)، وستستمر في الإصرار على ضرورة اعتراف الفلسطينيين بكون إسرائيل وطنًا قوميًا للشعب اليهودي".

وأضاف في كلمة في مراسم احتفالية بمناسبة مرور 50 عاما على احتلال كامل المدينة المقدسية "هذا هو الأساس لإحلال السلام وإنكاره هو ما يمنع تحقيقه".

استسلام القيادة الفلسطينية

في هذا الإطار، قال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د.حسن خريشة، إن تصريح نتنياهو لم يأت بجديد-رغم خطورته-عن لاءاته الثلاث المعروفة "لا لتقسيم القدس، ولا للدولة الفلسطينية، ولا لعودة اللاجئين" عند كل حديث عن إمكانية استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.

وأشار لصحيفة "فلسطين"، إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث بذات المضمون خلال لقائه مع رئيس السلطة محمود عباس في بيت لحم في مايو/ أيار الماضي، حين أكد على ضرورة استمرار التنسيق الأمني ووقف "التحريض" الفلسطيني، وقطع رواتب الأسرى وعوائل الشهداء مقابل دعم السلطة اقتصاديا.

وأوضح خريشة، أن الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال يؤمنان بالحل الاقتصادي الأمني وليس بالحل السياسي "وهذا ما أكده اجتماع 50 زعيما عربيا وإسلامياً مع ترامب في قمة الرياض، التي تعتبر انقلابا على التاريخ حيث صفق هؤلاء الزعماء لـترامب عندما وصف المقاومة الفلسطينية واللبنانية بالإرهاب".

ورأى النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، أن الاجتماعات المتواصلة بمشاركة السعودية والإمارات والسيسي والسلطة الفلسطينية تشير إلى أن الحل سيكون إقليميا وليس سياسيا في ظل محور عربي إسلامي يتشكل الآن ضد المقاومة الفلسطينية".

وذهب إلى القول "ما يبحث الآن هو حل في إطار المبادرة العربية ولكن بالمقلوب بمعنى أن يبدأ الحل بالتطبيع العربي مع (إسرائيل) باعتبارها حليفا وليس عدوا ولاحقا يدخل الفلسطينيون لتسوية قضيتهم".

وأعرب خريشة عن قلقه من "حالة الاستسلام الكاملة للسلطة" التي لم تتبن أي موقف أو رد فعل على تصريحات نتنياهو، الذي قد يمرر الحل الأمني ويفرضه بقوة على السلطة والشعب الفلسطيني.

حل أمني

الخبير الفلسطيني في الشؤون العسكرية واصف عريقات قال: إن "أي حل يقوم على أساس شروط نتنياهو "هو بمثابة انتقاص للسيادة الفلسطينية".

وأشار عريقات إلى أن المطلب الإسرائيلي، يأتي كون أن (إسرائيل) لا تتمتع بأي عمق استراتيجي يمكنها من الدفاع عن نفسها، مشيراً إلى أن دولة الاحتلال ترى في منطقة الأغوار وسلسلة المرتفعات التي تطل عليها وعلى نهر الأردن منطقة استراتيجية عسكرية تمكنها من الدفاع عن نفسها.

ولفت الخبير في الشؤون العسكرية، إلى أن الأغوار تعتبر منطقة حدودية، ولا تريد (إسرائيل) أن يكون للفلسطينيين أي حدود مع أي دولة عربية، إضافة إلى إدراك الاحتلال للعمق الاقتصادي للأغوار باعتبارها سلة غذائية للمستوطنين.

وأشار إلى أن (إسرائيل) بنت عدة مستوطنات في منطقة الأغوار تحت غطاء أنها مستوطنات زراعية ولكنها في الحقيقة تقوم بمهام مزدوجة "فشكليا هي مستوطنات زراعية ولكن في المضمون هي مواقع دفاعية وعسكرية".

وشدد عريقات على أنه خلال رحلة المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية طرحت الكثير من الحلول للمعضلة الفلسطينية، وقد رفضتها (إسرائيل) التي تصر على بقاء الضفة الغربية المحتلة تحت سيطرتها الأمنية "وهذا يجعل أي دولة فلسطينية منقوصة السيادة، وبمعنى أدق إسرائيل لا تريد حل القضية الفلسطينية".