دراغمة: زيارات المسؤولين "شكلية" ووعوداتهم واهية
حمايل: وفد الاتحاد الأوروبي حضر إلى البلدة من "تلقاء نفسه"
تتعرض مناطق واسعة في أرجاء الضفة الغربية المحتلة، لأبشع السياسات الإسرائيلية الممنهجة ضمن محاولات تهويدها وتهجير سكانها لصالح مشاريع استيطانية، وسط تجاهل السلطة التام لمأساة المواطنين وغياب عوامل تعزيز صمودهم وبقائهم.
وأبرز هذه المناطق؛ الأغوار الشمالية التي يتعرض مواطنوها لتضييقات وممارسات وحشية من المستوطنين بحماية مشددة من قوات الاحتلال، في حين يتصدى أهالي بلدة بيتا شرقي مدينة نابلس لممارسات المستوطنين الذين أرادوا بناء بؤرة استيطانية تحت اسم "جفعات أفيتار" على قمة جبل صبيح من خلال المقاومة الشعبية اليومية.
تهميش واضح
وأكد رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية في الأغوار الشمالية مهدي دراغمة، أن قيادة السلطة وحكومة اشتية، تمارسان تهميشاً واضحاً لمعاناة المواطنين في الأغوار منذ عدة سنوات.
وقال دراغمة لصحيفة "فلسطين": إن سكان الأغوار يصارعون الاحتلال ومستوطنيه في ظل تهميش السلطة حياتهم المعيشية، وإطلاق وعودات بتعزيز صمودهم، "لكن دون أي تنفيذ فعلي على الأرض".
ووصف زيارات بعض مسؤولي السلطة لمناطق الأغوار الشمالية بـأنها "شكلية ويراد منها الشعارات فقط"، دون تنفيذ فعلي لحلحلة أوضاع المواطنين الصعبة، مشيراً إلى أن الأغوار الشمالية تشكل 70% من محافظة طوباس.
وأضاف دراغمة أن سكان المنطقة يتعرضون لاعتداءات يومية من المستوطنين، إضافة إلى تدمير مزروعاتهم وقتل مواشيهم، لافتاً إلى أن 22 عائلة فلسطينية تسكن في تلك المنطقة.
وشدد على أن السكان يعيشون حياة بالغة الصعوبة، مع انعدام المساكن والبنى التحتية، ومصادرة نبع المياه الوحيد في المنطقة.
وحذر الناشط الفلسطيني من خطر مخططات المستوطنين الذين يعوِّقون وصول السكان لنبع "عين الحلوة" الوحيد، تزامناً مع استمرار البناء الاستيطاني والتوسع في المستوطنات المقامة فيها، إضافة إلى إصدار إخطارات بالهدم للسكان.
انتهاكات "بيتا"
أما فيما يتعلق بانتهاكات بلدة بيتا على مدار أكثر من 100 يوم، واستشهاد 6 مواطنين وإصابة أكثر من 3 آلاف آخرين.
فقد اتهمت فعاليات وشخصيات في "بيتا" وزارة الخارجية التابعة للسلطة بأنها "مقصرة" في متابعة ما يجري من جرائم في البلدة، وإحضار الوفود الدولية للاطلاع على ما يتعرض له الأهالي من جيش الاحتلال.
والخميس الماضي، حضر إلى البلدة وفد من قناصل الاتحاد الأوروبي للاطلاع على ما يجري في البلدة.
وأوضح نائب رئيس بلدية بيتا، موسى حمايل، أن وفد الاتحاد الأوروبي المكون من 32 قنصلاً بادر بالحضور إلى البلدة من "تلقاء نفسه".
وانتقد حمايل خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، عدم حضور أي مسؤول من خارجية السلطة مع الوفد الأوروبي؛ ما يعكس قصوراً في أدائها تجاه البلدة التي تقاوم الاحتلال منذ أكثر من 100 يوم.
وشدد على أن "المطلوب من الخارجية هو العمل على الوصول لأكبر عدد من المسؤولين الدوليين للحضور والاطلاع على جرائم الاحتلال بحق القرية وسكانها".
وبحسب حمايل، فإنهم خاطبوا الوزارة من أجل تفعيل السفارات والقناصل في الخارج لتفعيل قضية "بيتا" وفضح جرائم الاحتلال أمام المجتمع الدولي، إلا أن "هذه التحركات ما زالت محدودة".
وجدد رفضه وجود المستوطنين في قرية "بيتا" مهما كلّف الثمن، مؤكدا أن ممارسات العنف التي يستخدمها الاحتلال تدلل على محاولته كسر إرادة المواطنين وصمودهم المستمر طيلة هذه الأيام.