بدأت جموع ضيوف الرحمن منذ فجر اليوم الثلاثاء، أول أيام عيد الأضحى المبارك، العاشر من ذي الحجة، رمي الجمرات في مشعر "منى" بمكة المكرمة، عبر رمي الجمرة الكبرى (جمرة العقبة) بسبع حصيات.
وتوافد 60 ألف حاج على "منى"، بعد أن منّ الله عليهم، أمس الاثنين، بالوقوف على صعيد عرفات، فأدوا الركن الأعظم من الحج، ثم باتوا ليلتهم في مشعر "مزدلفة"، مقتدين بسنة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
وقالت الوكالة السعودية الرسمية للأنباء (واس)، إن نسك رمي الجمرة الكبرى يتم "في انتظام سلس، وحركة هادئة من ضيوف الرحمن وفق الاشتراطات والإجراءات الوقائية والاحترازية".
وبعد أن يفرغ الحجيج من رمي جمرة العقبة، شُرع لهم النحر اليوم، حيث يبدأون بنحر هديهم، ثم حلق الرؤوس، وبعدها الطواف بالبيت العتيق، والسعي بين الصفا والمروة.
ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من ذي الحجة)، لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة (الكبرى).
ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين، ثم التوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج.
ويذكر رمي الجمرات بعداء الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام في هذه الأماكن، فيعرف الحجيج عداوته، ويحذرون منه.
الجمرات الثلاث في "منى" هي عبارة عن أعمدة حجرية بيضاوية الشكل، وسط أحواض ثلاثة، تشكل علامات للأماكن التي ظهر بها الشيطان، ورماه في تلك الأماكن سيدنا إبراهيم عليه السلام.
وللعام الثاني، تقيم السعودية شعيرة بعدد محدود من الحجاج يبلغ 60 ألفا فقط من داخل المملكة، وفي ظل ضوابط صحية مشددة خشية تداعيات كورونا.
وشهد عام 1441 هجرية (2020 ميلادية) موسما استثنائيا للحج، جراء تفشي جائحة كورونا، إذ اقتصر عدد الحجاج فيه على نحو 10 آلاف من داخل السعودية، موازنةً بنحو 2.5 مليون، في 2019 من كل أرجاء العالم.