فلسطين أون لاين

تقرير محللان: "سيف القدس" تضع عراقيل جوهرية أمام التطبيع مع (إسرائيل)

...
العدوان الإسراءيلي على قطاع غزة مايو 2021 (أرشيف)
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

قطار التطبيع العربي مع (إسرائيل) اصطدم بالمزاج الشعبي العام الذي عاد للالتفاف مجدداً حول القضية الفلسطينية بعد معركة "سيف القدس"، ما جعل من الصعوبة أن يتحدى أي نظام عربي هذه الرغبة الشعبية، ويتجه علانية لاتفاق تطبيع مع (إسرائيل)، الأمر الذي يشي بأنه لن تلتحق أي دول عربية بهذا النهج في المستقبل المنظور، كما يؤكد محللان سياسيان.

وأكد وزير الخارجية العُماني، بدر البوسعيدي، في تصريحات صحفية أمس، أن بلاده "لن تكون الدولة الخليجية الثالثة" التي تُبرم اتفاق سلام مع (إسرائيل)، في إشارة إلى الإمارات والبحرين.

نتاج ضغط شعبي

الخبيرة بالعلاقات الدولية نور عودة عدّت رفض سلطنة عمان اتفاقية التطبيع مع (إسرائيل)، نتاج ضغط شعبي وعمل من جميع الأطراف العربية والعمانية ضد هذا الموضوع.

ورأت أن ذلك يستدعي استمرار العمل المنهجي والسياسي الفلسطيني لمقاومة التطبيع، وعدم اعتبار رفض دولة عربية للتطبيع يعني أن الخطر قد زال، قائلة: "يجب أن نقاوم فكرة أن (إسرائيل) من هذه المنطقة، وأن التعاون معها أمر طبيعي، خاصة مع ما تقوم به من اعتداءات إجرامية في فلسطين بما فيها الاستيطان".

وأضافت: "الحائل دون التطبيع الرسمي العربي الكامل مع (إسرائيل) هو الرفض الشعبي في غياب أنظمة ديمقراطية يتم اختيارها من شعوبها وتبني علاقاتها مع الدول بناءً على المصالح الوطنية وليس مصالح الأنظمة في ظل غياب دور الشعوب في القرار السياسي في المنطقة".

وأشارت إلى أن ارتفاع أو قلة حدة التطبيع يعتمدان على تقدير تلك الأنظمة لمدى قدرتها على تحدي المزاج الشعبي العام في مرحلة ما.

وأكدت عودة أن معركة "سيف القدس" والمقاومة الفلسطينية المسلحة والشعبية ساهمتا في وقف قطار التطبيع لأنهما خلقتا جواً من التضامن العربي الشعبي وفضحتا كل منظومة التطبيع.

وقالت: "هذه المعركة فضحت الدول العربية المؤيدة للاستيطان في القدس، خاصة أنها لم تؤدِّ أي دور لحماية شعبنا خلال عدوان الاحتلال".

وإذ تؤكد عودة أن "سيف القدس" برهنت على أن الهدف من التطبيع لم يكن يوماً لمصلحة شعبنا ولا لمصلحة الشعوب العربية، وإنما الهدف منه "أمني" لتقوية (إسرائيل) في المنطقة لمواجهة خطر إقليمي مشترك يعتبرونه خطراً وجودياً عليهم (في إشارة إلى إيران).

وعدّت أن الادعاء بأن التطبيع كان لصالح فلسطين "مفضوح" ومكشوف، متسائلة: "كيف سيفيد هذه الدول الشراء من المستوطنات مثلاً؟".

ورأت أن سعي دول مطبعة كـ"السعودية" لفتح حوار مع "حماس" أمر مهم بعد التغيير الذي حدث عقب "سيف القدس".

سياسة ثابتة

بدوره بين المحلل السياسي هاني البسوس أن سياسة سلطنة عمان قائمة أساساً على دعم القضية الفلسطينية، "فتأكيدها بشكل قاطع أنها لن تذهب باتجاه التطبيع جاء نتيجة خيبة الأمل في دول التطبيع بعدم الوصول لنتائج عملية مثمرة من هذه الخطوة".

وقال: "بعد أشهر ومحاولات دؤوبة لتطبيع العلاقات بين (إسرائيل) والدول العربية والإسلامية نجد أن هناك انتكاسة في التطبيع والوقوف عند حد معين، لذلك قد نشهد حالة من الرفض الشعبي والحكومي في الدول العربية والإسلامية لأي محاولة قادمة للتطبيع".

وأشار البسوس إلى أن هناك وعيا واضحا لدى الشعوب العربية وبعض الأنظمة بأن التطبيع لن يقدم شيئاً ولن يؤدي لحلحلة الوضع السياسي في فلسطين، بل على العكس سيؤدي لتغول الاحتلال على الحقوق الفلسطينية.

وبين أن التطبيع اقتصر على تحقيق الاحتلال لمصالح خاصة به في تلك الدول على حسابها، ما جعل الدول الأخرى تدرك أن التطبيع يحقق مصلحة (إسرائيل) التي استغلت الواقع السياسي لبعض الدول وضغطت عليها بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية للتطبيع في اللحظات الأخيرة لانتهاء ولاية دونالد ترامب.

وتابع: "اليوم في عهد الإدارة الأمريكية الحالية رغم أنها قلباً وقالباً مع (إسرائيل) فإن سياستها مختلفة نوعاً ما، وهذا يعطي فرصاً للدول العربية للانسحاب من التطبيع أو عدم الدخول فيه أساسًا".

ويعتقد البسوس أن العدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة والقدس لم يكن الشيء الأساسي في التغيير، بل هو معتمد أساسًا على مصالح تلك الدول التي رأت أن التطبيع لا يسمن ولا يغني من جوع، ولم يقدم لها أفضلية أو امتيازات.

وقال: "يجب النظر لكل دولة على حدة عند معاينة فوائد التطبيع، فمثلا السودان تحت الضغط، أما الإمارات فقد طبعت عن قناعة، وهي تتصدر هذا الموضوع".