في نهار السابع من رمضان الموافق 13 تموز 1948م تحقق النصر للمجاهدين والاستيلاء على قرية الشجرة، لكن قوات جيش الإنقاذ تكبدت خسائر فادحة لا تقدّر آنذاك بثمن، إضافة إلى إصابة أكثر قادة السرايا بجروح بليغة، فما لبثت قوات العدوان أن أعادت تنظيمها، فقامت في ليلة 14 تموز بحشد كبير في كفر سبت القريبة من مستعمرة "إيلانة" (الشجرة)، وأخذت مدافعها الثقيلة تقصف مواقع جيش الإنقاذ بكثافة عالية وبشدة وسرعة متناهية، ما أدى إلى إضعاف متزايد لجيش الإنقاذ وارتقاء العديد من الشهداء.
مع ذلك بذلت القوات العربية كل جهودها لخوض معركة شديدة، لكن مدفعية (هاغاناه) تابعت قصفها لمواقع الشجرة، وفي الوقت نفسه شددت جيوش (هاغاناه) هجومها على بقية القطاعات، ما كان من شأنه إضعاف المجاهدين، فانتقل الصراع إلى أبواب الناصرة.
مع تزايد قصف (هاغاناه) ضد قوات الإنقاذ المنتشرة على الجبهات جميعًا في فلسطين، خاصة جبهة الشجرة، وزحف قواتها في طبريا نحو لوبيا والشجرة، وأيضًا قواتها في الناصرة نحو الشجرة، وتزايد خسائر جيوش الإنقاذ، وارتقاء المزيد من الشهداء؛ تسللت أنباء مفادها سقوط اللد والرملة وأجزاء أخرى من البلاد، لاسيما القرى المجاورة للشجرة: لوبيا، ونمرين، وطرعان، وعين ماهل، وشفا عمرو، والناصرة، ما ثبط من روح المقاومة.
سقطت الشجرة في 15 تموز 1948م، بعد صراع دام أشهرًا مع الصهاينة، معلنة الاستسلام لقوات (هاغاناه)، وبسقوط الشجرة أحكمت (هاغاناه) سيطرتها على الجليل الأسفل.
دمرت قرية الشجرة المجاهدة وتشتت سكانها، وقد استشهد في المعركة عدد من أبناء القرية، قدر عددهم حسب إحصائية أولية للمعركة بـ300 شخص، واستشهد فيها يوم 13 حزيران 1948م الشاعر الفلسطيني المعروف عبد الرحيم محمود (أبو الطيب)، الذي ولد في قرية عنبتا قضاء طولكرم، وقد أصابته قذيفة في عنقه، وكان يتمتم وهو محمول على أكتاف أصدقائه:
احملوني احملونــــــي *** واحذروا أن تتركوني
وخذوني ولا تخافــــوا *** وإذا مت ادفنونــي
ومن أبياته المشهورة:
سـأحمل روحــي على راحتي *** وألقي بها في مهـاوي الردى
فإما حياة تسر الصـديـق *** وإمـا ممات يغيظ العدى