في الثامن من رمضان عام 664 هجري الموافق 1266 ميلادي استعاد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس مدينة صفد من أيدي الصليبين، ونظرا إلى أهمية موقعها الاستراتيجي والمرتفع فقد تقلبت أحوالها، فقد احتلها الصليبيون عام1140 وحررها صلاح الدين عام 1188بعد معركة حطين المشهورة. لكن الصالح إسماعيل حاكم دمشق تنازل عنها للصليبيين عام 1240. إلى أن غزا الملك الظاهر بيبرس الشام وبث جيوشه في السواحل وهو يطارد الصليبيين في فلسطين، فأغاروا على بلاد عكا وصور ( جنوب لبنان) وحصن الأكراد، ثم نزل على صفد في الثامن من رمضان، وأخذت في أربعين يوماً بخديعة، وقد استشهد على صفد كثير من المسلمين.
أمر بيبرس بقتل فرسانها لمخالفتهم شروط الاستسلام وإخفائهم كثيراً من أموال القلعة، وبسقوط صفد خضعت له منطقة الجليل خضوعا تاما.
تقع مدينة صفد في الجليل الأعلى شمال فلسطين تبعد عن حدود فلسطين الشمالية 29 كيلو متر وهي ذات موقع استراتيجي. طمعت جميع الغزوات الأجنبية بالسيطرة عليها، نظرا لوقوعها على طريق دمشق، وكونها عاصمة للجليل، بالإضافة إلى أهميتها التجارية فقد كانت محطة من محطات البريد بين الشام ومصر.
وفي صفد جامع الظاهر بيبرس أو الجامع الأحمر، فكان أول دار علم في المدينة وسمي الجامع الأحمر نسبة إلى لون حجارته الحمراء المصقولة.