أكد الأطباء بجميع تخصصاتهم أن هناك أمراضًا يؤثر فيها الصوم، وأمراضًا أخرى يكون الصوم علاجًا لها.
فالصيام ينفع في أمراض الفشل الكلوي تحت الغسل المستمر ولا يضرهم، على عكس مرضى الالتهاب الكبدي المزمن الذين يُعالجون بمدرات البول، وإن الحوامل إذا كن يعانين من أمراض تؤثر على الحمل، كمريضات السكري اللاتي يتعاطين عدة جرعات من الأنسولين، أو مريضات الضغط اللاتي يأخذن جرعات عديدة للضغط، فيحول الصيام دون تناول تلك العلاجات؛ يحق لهن الإفطار، وكذلك المرضع إذا كان الصوم يؤثر على كمية إدرار الحليب فإنه يجب عليها الإفطار فورًا.
وذكر الأطباء أن معظم الحالات لا يؤثر الصيام على صحة الأم الحامل، كمرض الكلى المزمن أو تليفات الكبد أو مرض السكري، بجانب الأنيميا الحادة، وفي هذه الحالات يسمح للأم بالإفطار نظرًا إلى خطورة الصوم على صحتها، وعلى نمو الجنين.
وعن تأثير الصيام على نوعية حليب الأم وكمية إدرار الحليب فإن ذلك يعتمد على صحة الأم، فإذا كانت الأم تعاني أصلًا من ضعف عام، أو أنيميا، أو مرض مزمن؛ فإن كمية الحليب ونوعيته تتأثران، أما إذا كانت الأم بصحة جيدة وطفلها تعدى الشهر الرابع، وبدأ في تناول الطعام وسوائل خارجية؛ فلا مانع من صيامها، وكمية ونوعية الحليب تعوضان بعد الإفطار.
وإن تكرار الدورة الشهرية في أثناء الصيام مشكلة تواجه السيدات، وهنا تستخدم وسائل لتنظيم الدورة في حالة ما إذا تكرر نزولها في مدة أقل من 15 يومًا، ويؤخذ العلاج مع خامس يوم الدورة مدة أسبوعين، وبهذا تنتظم، وتكثر هذه الشكوى في بداية المراهقة، وكذلك بعد سن الأربعين.
وفي حالات عديدة تسبق الدورة الشهرية آلام شديدة مثل مرض البطانة المهاجرة، وقد تكون هذه الآلام غير محتملة، وتلجأ الكثيرات من طالبات المدارس الثانوية والجامعات إلى تناول أدوية لتقليل الآلام والأعراض المصاحبة، وفي أثناء الصوم يمكن أخذ أنواع معينة من الحقن بالعضل لتخفيف هذه الآثار، على أن يكون ذلك قبل نزول الدورة الشهرية بيوم أو يومين، وكذلك في أول يوم نزول الدورة.
أما في حالات نزول الدورة بكميات كبيرة، وأصيبت الحالة بأنيميا أو ضعف عام فيسمح لها بالإفطار _إذا كانت حالتها الصحية لا تسمح بمواصلة الصوم_ بعد انتهاء الدورة الشهرية.