فلسطين أون لاين

استمرار إغلاق حاجز "إيرز" الاحتلالي يفتك بجرحى ومرضى غزة

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

يتوالى مسلسل الانتهاكات الإسرائيلية الجائرة على أبناء الشعب الفلسطيني خاصة فئة المرضى وجرحى العدوان الأخير على قطاع غزة، ليحرمهم الوصولَ إلى المستشفيات المتخصصة عبر حاجز بيت حانون (إيرز) شمالي القطاع.

وينتظر المئات من جرحى العدوان الذي استمر 11 يومًا على التوالي، فتح حاجز إيرز الأمني من أجل تلقي العلاج في مستشفيات الضفة الغربية والداخل المحتل لعدم توفره في قطاع غزة المحاصر منذ 14 عامًا.

وسبق لمنظمة الصحة العالمية أن طالبت، في وقت سابق، سلطات الاحتلال بالسماح لمرضى غزة الوصول إلى المشافي الفلسطينية في الضفة في إثر الضغوط التي تواجهها الأطقم الطبية في القطاع.

وأوضحت المتحدثة باسم المنظمة في جنيف، فضيلة الشايب، في تصريح لها، أن سلطات الاحتلال أعاقت وصول 600 مريض إلى مشافي الضفة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 10 مايو/ أيار.

معاناة مستمرة

ويقول مدير دائرة العلاج بالخارج الدكتور مازن الهندي: إن سلطات الاحتلال تواصل إغلاق حاجز بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة، منذ ما يزيد على أسبوعين، ما حال دون وصول المرضى لتلقي العلاج في الخارج.

ويضيف الهندي لصحيفة "فلسطين": إن مئات مرضى وجرحى العدوان الأخير على القطاع، بانتظار فتح حاجز (إيرز) ويُسمَح لهم بالسفر والوصول إلى المستشفيات المتخصصة لتلقي العلاج.

وذكر أن الاحتلال سمح لحالة واحدة بالمرور عبر الحاجز لتلقي العلاج في المستشفى الاستشاري العربي في الضفة الغربية، وهي الجريحة ديانا أبو العوف 46 عامًا، التي قضت عائلتها في مجزرة شارع الوحدة، لافتًا إلى أن تسعة جرحى بحاجة ماسة للعلاج في الأراضي المحتلة والضفة الغربية.

ويبين الهندي، أن دائرته تنجز يوميًّا نحو 80 معاملة لتلقي العلاج في الخارج منها 60 تحويلة للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، و20 تحويلة للعلاج في مصر.

ويشير إلى أن دائرته وبسبب استمرار إغلاق حاجز (إيرز) وتجدد طلبات العلاج بالخارج بعد انتهاء مدتها المحددة، مؤكدًا أن مرضى وجرحى القطاع يعانون باستمرار وسط تردي أوضاعهم الصحية من جراء إغلاق الحاجز وعدم السماح لهم بالوصول إلى المستشفيات المختصة.

كارثة إنسانية

ويقول الحقوقي عزمي شعث: إن مواصلة سلطات الاحتلال إغلاق حاجز (إيرز) ينذر بوقوع كارثة إنسانية خطِرة بحق المرضى.

وعدّ التعنت الإسرائيلي، جريمة تضاف لسلسلة جرائمه الممارسة بحق سكان غزة، مؤكدًا أن الاحتلال عمد منذ سنوات للتضييق على جرحى ومرضى غزة سواء بتأخير إصدار تصاريح مرورهم رغم توفر التغطية المالية اللازمة من قبل السلطة الفلسطينية، ووزارة الصحة، أو برفض طلباتهم، مشيرًا إلى أن هذه السياسة الممنهجة تسبب بوفاة العشرات من المرضى.

ويلفت شعث إلى أن تلك الممارسات تخالف كل الأعراف والقوانين الدولية وتتطلب محاكمة ومحاسبة الاحتلال عليها، وفقًا لميثاق روما المشكل للمحكمة الجنائية الدولية، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي كفل حق التنقل والحصول على الخدمات الصحية.

ويبين أن الأعداد التي يسمح لها بالمرور عبر حاجز بيت حانون، قليل جدًا قياسًا باحتياجات القطاع وبارتفاع أعداد الجرحى والمرضى، مؤكدًا أن جرحى القطاع بحاجة ماسة إلى مشافٍ متطورة من جراء إصاباتهم الخطِرة ليُعالجوا بالشكل المطلوب.

ويطالب شعث منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الحقوقية الدولية بالتدخل العاجل والضغط على سلطات الاحتلال لفتح المعابر لمرور جرحى ومرضى القطاع دون أي شروط، والتوقف عن ممارسة التضييق على القطاع، ويتم نقل ملف جرائم الاحتلال إلى الجنائية الدولية لمحاسبة الاحتلال وقادته على الجرائم التي ارتكبت في القطاع.

وتسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في استشهاد 254 فلسطينيًا، بينهم 66 طفلا و39 سيدة و17 مسنًا، وإصابة أكثر من 1948 بجروح مختلفة، في حين أفادت إحصائيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بنزوح أكثر من 75 ألف فلسطيني من منازلهم، لجأ منهم 28700 إلى مدارس الوكالة.