نعت حركة المقاومة الإسلامية حماس الشيخ محمد عمرو إمام مسجد عين مصباح في محافظة رام الله، الذي توفي بعد معاناة مع المرض.
واستذكرت حماس، في بيان أمس، سيرة الشيخ عمرو المليئة بالدعوة والجهاد، منبهة إلى أنه أحد مُبعدي مرج الزهور، وتعرض للاعتقال داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي مرات عدة، وقدم سنوات من عمره من أجل الدفاع عن فلسطين ومقدساتها.
وقال القيادي في حماس ماجد حسن: إن صديقه الراحل هو أحد الرعيل الأول للحركة الإسلامية في رام الله، لافتا إلى أنه انضم إليها خلال زيارة الشيخ أحمد ياسين لرام الله عام 1981م.
وأضاف حسن لصحيفة "فلسطين" أن الشيخ عمرو كان أحد الكوادر المؤسسين لحماس في رام الله خلال الانتفاضة الأولى عام 1987م ومن المبعدين إلى مرج الزهور عام 1992م، واعتقل عند الاحتلال أكثر من مرة في إثر نشاطه المقاوم.
وخلال انتفاضة الأقصى -وفقًا لحسن- كان للراحل دور كبير في العمل الاجتماعي وزيارة أهالي الشهداء والجرحى والأُسر الفقيرة، فكان يقود عملًا اجتماعيًا مميزا، "فلا يبيت وهو يعلم أن هناك محتاجًا، ويقوم على خدمة الناس وقضاء حوائجهم".
وقال: لم يكن يغيب عن مناسبات إخوانه جميعًا ودعمهم إنسانيا وماديا، مشيرا إلى أنه بعد الانقسام الفلسطيني عام 2007م اعتقل عند السلطة أكثر من 40 يومًا، وتعرض لإيذاء كبير من الضرب والإهانة والشبح، حتى قال لي: "رأيت الموت بعيني".
وأكد حسن –الذي عاش لسنوات طويلة مع الشيخ الراحل- أن الأخير عرف عنه صلابته وانتماؤه لدعوته، وقد عرف بدوره المميز في بناء المساجد حتى أصبح مسجده "عين مصباح" صرحًا كبيرًا.
وتطرق إلى دوره البارز في بناء المساجد في مدينة رام الله، التي كان آخرها مسجدا افتتح في منطقة "بطن الهوى" خلال رمضان الحالي.
وختم حسن: "الشيخ محمد عمرو لم يعِش لذاته؛ فكان رجلًا زاهدًا في الدنيا ولم يلتحق بعمل آخر غير المسجد.. حتى عندما أصيب بالسرطان ظل صابرا محتسبا".
الصوت الإسلامي
وتطرق الكاتب وليد الهودلي إلى دور الراحل في أثناء إبعاده إلى مرج الزهور بالتعريف بالقضية الفلسطينية وإثارة الرأي العام الدولي.
وأشاد الهودلي في حديثه لصحيفة "فلسطين" بمناقب الراحل واصفا إياه بأحد الخطباء المفوهين الذين دعوا إلى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ومحاربة الظلم والفساد حتى أن السلطة أوقفته عن العمل عدة مرات.
وختم الهودلي: "الشيخ عمرو كان يمثل الصوت الإسلامي الحر الذي يفضل خطاب المقاومة السياسي، ولا يخشى قول الحق، حتى إنه كان يستضيف في مسجده الخطباء الممنوعين من الخطابة بسبب دعمهم المقاومة".

