فلسطين أون لاين

إرباك إسرائيلي في التعامل مع ملف غزة

تزايدت حدة الانتقادات الإسرائيلية لطبيعة اتخاذ القرارات المتعلقة بإدارة التصعيد الأخير مع غزة، باعتبار أنها تمت بشكل أقل جودة من الضربات الجوية، وحين قررت المؤسسة العسكرية أن التوتر الأخير انطوى على دفع أثمان باهظة، كما أن جلوس الإسرائيليين في الملاجئ ليس إنجازًا كبيرًا.

سلَّطت التوترات الأمنية الإسرائيلية الأخيرة مع غزة الضوء على طبيعة اتخاذ القرارات الأمنية الإسرائيلية في عصر الشبكات الاجتماعية، خاصة بعد أن أطلقت الفصائل العديد من الصواريخ طيلة ثلاث ليالٍ متتالية، إلى أن عاد الهدوء إلى مستوطنات غلاف غزة.

يعتقد الإسرائيليون أنه من الصعب جدا تسويق مثل هذه القرارات في العصر الذي نعيشه، بزعم أنه من يمكن ممارسة الضغط على الفلسطينيين لإنقاذ ما يصفونه بـ"الردع الإسرائيلي الفضفاض"، ورغم أن وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية تشهد المزيد من عبارات النقد لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يكتفي بإطلاق تهديدات ضد "العدو"، وصولا إلى أن أصبح تهديد "البالون مثل الصاروخ".

في الوقت ذاته، فإن الواقع الأمني الإسرائيلي في الجبهتين الشمالية والجنوبية بات يؤدي إلى منحدر خلفي، ما يشكل انتقادا بشدة لعدم تطبيق القرارات بالطريقة المناسبة، والنتيجة سقوط المزيد من القتلى والجرحى في صفوف الإسرائيليين، بفعل إطلاق الصواريخ والمتفجرات، وكل ذلك يشكل قطعة من التحدي الأمني الإسرائيلي، لأنه أسفر عن وضع مستوطني الجنوب في الملاجئ لمدة ثلاثة أيام، وهذا واقع لم يعد مجدياً، بدليل أنه حقق نتيجة سلبية مماثلة.

كما أن مقترحات رئيس وزراء الاحتلال لوزرائه للتعامل بحدة مع أهداف حماس في غزة، إذا استمر إطلاق النار، تثير كثيرا من السخرية تجاه فرض عقوبات ردا على إطلاق الصواريخ، بزعم أن منع الفلسطينيين من صيد الأسماك أقل أهمية من استهداف منشأة عسكرية تابعة لحماس، ولذلك قرر مجلس الوزراء بعد إطلاق النار إغلاق منطقة الصيد في غزة.

في الجولة الأخيرة من الصواريخ المنطلقة من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف، أغلقت سلطات الاحتلال منطقة الصيد ومعبر كرم أبو سالم للبضائع جنوب قطاع غزة، في حين كان سلاح الجو جاهزًا بالفعل لشن هجوم تجاه عدد كبير من الأهداف الفلسطينية، وفي غضون ذلك لم يحصل إطلاق نار في تلك الليلة، وبقيت طائرات سلاح الجو في قواعد الطيران.

وظهر لافتا أن نتنياهو اتفق مع غانتس على أنه وسط التوترات حول البلدة القديمة في القدس، وتأجيل الانتخابات الفلسطينية، فإنه من الأفضل تأجيل التصعيد في الجنوب لوقت أكثر ملاءمة، مما أوجد الإسرائيليين أمام معادلة فورية للهجوم على غزة ردًّا على كل صاروخ، مع أن المزيد من النقاشات حول مسألة القذائف دارت مؤخرًا في القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال، وهذه معادلة تحيط بها شكوك كثيرة في نجاحها.