بات واضحًا لكل أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم في الوطن والشتات من الذي يسعى ويخطط لتأجيل الانتخابات الفلسطينية، وبالتالي إلغاء هذا الاستحقاق الوطني، وأصبح أيضًا في المقابل واضحًا مَن الذي يسعى بكل قوة لإجراء هذه الانتخابات على اعتبار أنها حق لجميع أبناء شعبنا الكريم وترجمة حقيقية لإرادته.
اليوم تثبت حركة فتح عباس أنها لا يعنيها إرادة شعبنا ولا استحقاقه الوطني، فتتفرد من جديد كعادتها بالقرار الوطني لوحدها، وتضرب بإرادة الشعب عرض الحائط، من أجل تحقيق مكاسب خاصة وحزبية مقيتة.
لقد هربت حركة فتح عباس من الانتخابات هربًا فاضحًا ومدويًّا وعلى رؤوس الأشهاد، في خطوة تُعد طعنةً غادرةً لحقوق شعبنا الفلسطيني ولاستحقاقه الوطني الذي ينتظره الجميع على أحر من الجمر، بعيدًا عن مبررات كاذبة ومستهلكة إعلاميًّا.
حركة حماس ثبت فوزُها بالانتخابات مرة أخرى، في خطوة تؤكد أن شعبنا كفر ويكفر بالتنسيق الأمني، وبتُجار الوطن، ويؤمن إيمانًا يقينيًّا بأن المقاومة هي الطريق الوحيد نحو التحرير والخلاص من الاحتلال، وأن الغالبية الساحقة من شعبنا تؤمن بذلك بما في ذلك شباب فتح عباس الذين يخافون على انقطاع رواتبهم فيُرغمون على التصفيق له من وراء قلوبهم.
اليوم يتأكد لنا أن أبو مازن يسعى بكل قوة إلى تطبيق صفقة القرن التي باركها عبر شاشات التلفزة من أجل مصالحه الشخصية والحزبية ومن أجل منحه شرعية زائفة بعيدة عن إرادة وطموحات وتطلعات شعبنا نحو الحرية.
كل استطلاعات الرأي الأمريكية والأوروبية والإقليمية والمحلية تؤكد أن حركة حماس ستفوز مجددًا وبفارق كبير في الانتخابات المرتقبة، وهو ما لم يرُق لأبو مازن وبدأ في العمل على تخريب الانتخابات.
الأمريكان والاحتلال أصابهم الذهول من هذه النتائج فعملوا مع أبو مازن على قلب إرادة شعبنا الفلسطيني، وبدأوا يمنحونه الوعود مقابل عرقلة وتأجيل وإلغاء الانتخابات الفلسطينية.
أي رواية ستخرج بها حركة فتح عباس عكس هذه الحقائق ستكون رواية كاذبة، وفي إطار تبرير فعلتها السوداء، وكل فصائل شعبنا الفلسطيني تدرك هذه المسألة، وكذلك كل القوائم التي ترشَّحت للانتخابات تدرك ما ذهب إليه أبو مازن من تزييف لإرادة الفلسطينيين.
قد يخرجون على شعبنا ببعض الإجراءات التمويهية على هذه الجريمة النكراء، وذلك حتى يلفتوا الأنظار عن فعلتهم التي حاكوها مع الأمريكان ومع الاحتلال حتى لا تتقدم المقاومة مجددًا كما تقدمت في المرة الماضية، وهو ما يضر بهم جميعًا.
ينبغي أن يكون واقع ما بعد جريمة تأجيل الانتخابات ليس كما قبل تأجيلها، وينبغي على الفصائل اتخاذ القرار المناسب من أجل تعديل مسار القضية الفلسطينية الذي أفسدته حركة فتح عباس، والتي تستفرد بالقرار الوطني، وتعمل على تعميق واستمرار الانقسام والتشرذم، لكونهم مستفيدين من هذا الواقع.
اليوم تثبت حركة فتح عباس ومعها الأمريكان والاحتلال أنهم يريدون بقاء الانقسام ولا يريدون أن تكون هناك حالة وطنية ديمقراطية حقيقية، فجميعهم خائفين على مصالحهم ومواقعهم.
ينبغي قلب الطاولة والبحث عن خطوات وإجراءات جديدة لتغيير الواقع السياسي الفلسطيني، فليس من المنطق أن يبقى شعبنا رهينة لأقلية مستفردة بالقرار، يجب أن ينقلب هذا الحال بما يعكس إرادة شعبنا التي تتعرض للمصادرة من عباس.
هذا بيان للناس فليُنذروا به..