كما في كل مرة جسّدت المقاومة الفلسطينية الباسلة حالة متقدمة من الاصطفاف إلى جانب شعبنا الفلسطيني والدفاع عن حقوقه ومقدساته.
كانت المقاومة وما زالت هي الأمل الوحيد لأبناء شعبنا لتحقيق أهدافه ولضرب الاحتلال في ظل التخاذل العربي والإقليمي والعالمي وفي ظل تخاذل السلطة الفلسطينية وضعفهم جميعاً في نصرة الشعب الفلسطيني، فهؤلاء مجتمعين يقفون موقف المتفرج أمام هجمات الاحتلال المتتالية على شعبنا الفلسطيني ومقدساته دون أن يحركوا ساكناً، بل ويستمرون في التنسيق الأمني مع هذا الاحتلال، بينما المقاومة هي التي تتصدر الموقف في كل مرة وتصد العدوان.
غزة الباسلة، الضعيفة مادياً والقوية إرادة وعزيمة، انتفضت من أجل القدس ومن أجل المسجد الأقصى، وها هي تلبي النداء الذي أطلقه المقدسيون في هتافاتهم من داخل المسجد الأقصى المبارك، غزة اليوم تتقدم وتقدم أغلى ما تملك من أجل الدفاع عن شعبنا ومقدساته، بل وتتصدر المشهد بكل قوة واقتدار بسلاحها المتواضع المُصنّع محلياً، بعد سنوات طويلة من الإعداد والتجهيز، غزة اليوم هي التي تضع قواعد اللعبة وتفرض المعادلة على الاحتلال لإرغامه على التراجع.
الغطرسة الصهيونية اليوم تهتز أمام عظمة المقاومة الفلسطينية التي مازالت تمرّغ أنف الاحتلال في التراب، مئات الصواريخ يصل مداها لأكثر من 120 كيلو؛ مازالت تنهمر فوق رؤوس المحتلين، "تل أبيب" وعسقلان وغيرهما من المناطق المحتلة؛ أصبحت جحيما وألعوبة تُداس تحت الأقدام، دون أي اعتبار، وبالتالي فإن الاحتلال في مرحلة إهانة بمعنى الكلمة.
الاحتلال ذاهب إلى مصيره المحتوم المختوم، ذاهب إلى الفناء والتلاشي والاندثار، ولكن قبل كل ذلك؛ لا ينبغي أن تكون نهايته نهاية عادية، وإنما نهاية يرافقها الإهانة والتحقير والتتبير.
إن الشعب الفلسطيني بات يؤمن بالمقاومة أكثر من أي شيء آخر، لا سيما في ظل فشل فريق التسوية والمفاوضات، وفي ظل سقوط خيار السلام المزعوم وسقوط فريقه واحداً تلو الآخر.
التحية نبرقها إلى شعبنا الفلسطيني الكريم في كل مكان على صبره وصموده، في القدس العاصمة، وفي قطاع غزة، وفي الأراضي المحتلة عام 1948م، وفي الضفة الغربية التي ننتظر انطلاقتها الصاروخية نحو نقاط التماس مع الاحتلال لنرى إبداعاتها.
أما رسالتنا فنوجهها إلى المقاومة الباسلة التي نفتخر بها فنقول لها: إننا نريد المزيد من القوة وصبّ النّار وحمم الجحيم على الاحتلال وعلى المستوطنين، نريد أن نكوي وعيهم ووعي جمهورهم الذي يحتل أرضنا بعدما جاؤوا من أصقاع الأرض، ينبغي عليهم أن يفهموا الرسالة واضحة أن هذه الأرض ليست لهم وأنهم يجب أن يرحلوا في أقرب وقت، ولا مكان لهم على أرضنا الفلسطينية.