فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

"خارطة طريق إسرائيلية" للعلاقة مع رام الله وواشنطن

تُبدي الأوساط الإسرائيلية قناعتها أن الولايات المتحدة غارقة في مشكلات داخلية وجيوسياسية، وليس لديها وقت للغرق في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويأتي تجديد مساعدتها للسلطة الفلسطينية لتحقيق هدف واحد يتمثل في الحفاظ على الاستقرار الأمني والسياسي في الوقت الحالي.

كما أن المساعدة الأمريكية للفلسطينيين التي أُعلن عنها مؤخرًا، ليست تنازلاً ولا تكريمًا، ولا نزوة عابرة، بل هي توازن بين ثلاثة اعتبارات: احتياجات الفلسطينيين، والقانون الأمريكي، والمصلحة الأمريكية في الاستقرار السياسي والأمني، وفي كل الأحوال بالنسبة لنا يساهم ذلك في حفظ أمن (إسرائيل).

مع العلم أن الموضوع الفلسطيني ليس على رأس جدول الأعمال الأمريكي، حيث يواجه الرئيس بايدن وكبار موظفيه أجندة داخلية تتضمن معالجة عواقب وباء كورونا، والتوترات بين القوميات المختلفة، والتحديات الدولية التي تبدأ في الصين، مرورا بروسيا وإيران وكوريا الشمالية، وتنتهي بالتحالفات الإقليمية، والتأكد أن مجال مسؤوليتهم لا يخرج عن نطاق السيطرة، ويستلزم "إضاعة" وقت الرئيس، أو مستشار أمنه القومي.

توجد ثلاثة مبادئ إرشادية تمثل أساسا للتنسيق بين (إسرائيل) والفلسطينيين والولايات المتحدة، أهمها كبح الإبحار باتجاه الشروع في إقامة دولة واحدة، والحفاظ على الشروط لترتيب سياسي دائم في المستقبل، للتركيز على هدف متواضع هو الاستقرار الأمني والسياسي، وفي الممارسة العملية فإن هذا يعني منع اشتعال الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة التي تناثرت فيها المتفجرات لمدة طويلة.

ترصد المحافل الإسرائيلية التهديدات التي تواجه (إسرائيل) والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة، وتشمل إطلاق الصواريخ من غزة، وجهود حماس والمنظمات الأخرى لشن هجمات ضد أهداف إسرائيلية، وتآكل الوضع الراهن في الحرم القدسي، وأكثر من ذلك، وهذه القائمة "المزعجة" من وجهة نظرهم، يجب أن يضاف إليها مجال آخر للقلق، ويتمثل باحتمال تقويض استقرار التنسيق الأمني ​​بين قوات الأمن الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

الحكومة والكنيست الإسرائيليان تصلهما تقارير أمنية ميدانية متكررة عن مواجهة أجهزة الأمن لظاهرة العمليات المسلحة، وأي حديث عن ضم أحادي الجانب في الضفة الغربية، فإنه يتسبب بتوجيه اتهامات قاسية لقوات الأمن الفلسطينية بأنهم متعاونون مع الاحتلال، ولا يخدمون الرؤية الفلسطينية، بل الاحتلال الإسرائيلي.

في هذه الحالة تحتاج (إسرائيل) لسياسة تجمع بين التحركات الأمريكية لتهدئة المنطقة، وترسيخ استقرار السلطة الفلسطينية، وضمان فاعلية التعاون الأمني ​​مع أجهزتها، على الرغم من أن وباء كورونا وضع تحديات جمة على قدرة السلطة الفلسطينية لتلبية احتياجات ملايين الفلسطينيين.

الخلاصة أن هناك ثلاثة مبادئ إرشادية: أولها استمرار التنسيق بين (إسرائيل) والفلسطينيين والولايات المتحدة، وثانيها وقف الانزلاق نحو خيار الدولة الواحدة، وثالثها وضع التدابير اللازمة على أساس الاعتبارات الأمنية، والحفاظ على شروط التسوية الدائمة في المستقبل.