حدد خطيب المسجد الأقصى، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ عكرمة صبري، ثلاث رسائل لـ"هبَّة القدس" في وجه انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه، داعيًا في الوقت ذاته إلى حشد طاقاتها للدفاع عن مدينة القدس من أي "اعتداء غادر".
وقال صبري في حديث لصحيفة "فلسطين": إن "الرسالة الأولى التي بعثتها الهبَّة بأن المقدسيين هم أصحاب هذه الأرض وحماة الأقصى، والثانية أن الاحتلال مرفوض وغير شرعي، والثالثة للرد على المطبعين والمزيفين والمهرولين مع الاحتلال".
وأضاف أن "الهبة ترد على المطبعين والمتحالفين مع الاحتلال، أن ما يقولون به من سلام واستقرار غير وارد لدى سلطات الاحتلال"، مؤكدًا أن الهبَّة استطاعت أن تضع حدًّا لتطاول المستوطنين على المسجد الأقصى المبارك.
وطالب صبري عائلات القدس بالاستعداد لأي اعتداء، لأن "الجماعات اليهودية المتطرفة لم تتوقف عن اعتداءاتها ولا بد من أخذ الاحتياطات اللازمة، مشددًا على ضرورة أن تتكاتف مجالس "عائلات القدس" في الدفاع عن الأقصى والقدس وصد أي عدوان أو اعتداء يمكن أن يحصل و"نُفاجأ به من الجماعات اليهودية المتطرفة، لأن المشكلة لم تنتهِ، ولم تتوقف الهجمة".
مجابهة المخططات
وأكد أن الهبَّة أدَّبت المستوطنين المعتدين الذين يتحرشون بالمصلين المسلمين، في "منطقة الواد" بعد صلاة التراويح، وخروج المصلين من المسجد الأقصى، لكن "ردة الفعل وضعت حدًّا للغطرسة الاحتلالية وللاعتداء والتحرش بالمصلين، وأثبتت أن هذه المدينة للمقدسيين وليست للمحتلين وأن المقدسيين يرفضون شرعنة الاحتلال للمدينة، وأثبتت أن شرقي القدس شيء وغربيها شيء آخر".
ولفت إلى أن الهبَّة تؤجل تنفيذ "المخططات العدوانية بحق المسجد الأقصى".
وعن اقتحام المستوطنين المرتقب للأقصى يوم 28 رمضان، قال خطيب المسجد الأقصى: "لا يمكن توقُّع ما سيحدث، لكن علينا أن نكون باستمرار متيقظين ومتنبهين، ومجالس العائلات عليها أن تكون حاضرة لمثل هذه الأيام".
وتطرق إلى تفاعل المدن الفلسطينية الأخرى مع أحداث القدس، مبينًا أن القدس هي مركز الإشعاع، إذا تحركت القدس تتحرك فلسطين في قطاع غزة ورام الله ويافا وأم الفحم، متوقِّعًا أن يحدث تحرُّك أكبر في عموم فلسطين.
إلا أن الشيخ صبري أقر أنه لا يمكن الحكم على استمرارية الهبَّة، مستدركًا: "أن الضغط يولِّد الانفجار، فالشباب لا يشاورون أحدًا، فهي هبَّة إيمانية عفوية، انطلقت يوم الخميس الماضي وأن شباب القدس لم يستشيروا أحدًا وهذه طبيعة مدينة القدس".
توظيف القدس بالانتخابات
وحول توظيف مدينة القدس لاحتمالية إلغاء الانتخابات التشريعية، تساءل صبري: "هل مشكلة القدس جديدة؟"، مشيرًا إلى أن المشكلة في القدس قديمة والاحتلال معروف موقفه برفض إجراء الانتخابات في المدينة.
وأضاف: "الآن يقولون: "لا انتخابات بدون القدس"، وهذا الشيء قائم من قبل الانتخابات، فلماذا تُجرى الانتخابات ما داموا يريدون ربطها بالقدس، و(إسرائيل) لا تريد انتخابات فيها".
وتابع: "قناعتي أن القدس هي ذريعة للذي لا يريد الانتخابات، آثار الموضوع من جديد حتى يعطي تبريرًا لإلغاء الانتخابات".
وبشأن المخرج لإجراء الانتخابات بالمدينة المقدس، أوضح أنه ما دام أنه لا يمكن وضع صناديق اقتراع بنفس المدينة، فيمكن للمقدسي الذي يحمل هوية زرقاء أن يمارس الاقتراع بالذهاب لأي مكان اقتراع يستطيع الوصول إليه خارج المدينة بدون وضع ونشر جداول أسماء، وهذا هو المخرج، محذِّرًا من أن إلغاء الاحتلال له تداعيات كبيرة على السلطة والفصائل.
وبخصوص قرار منعه السفرَ أربعة أشهر، وصف الشيخ صبري القرار بـ"الكيدي" نتيجة نجاح جولته الأخيرة في تركيا قبل أزمة كورونا، وقال: "لدينا وسائل التواصل الاجتماعي وهي متوفرة من خلال برامج الزوم وسكايب وتويتر، وأنا أتصل بالعالم والعالم يتصل بي يوميًّا ولسنا بحاجة إلى سفر ونحن مزروعون في القدس".
وسبق لسلطات الاحتلال أن اعتقلت صبري عدة مرات، ومنعته عدة أشهر من دخول المسجد الأقصى، علمًا أنها أصدرت قرارًا في آذار/مارس الماضي، يمنعه السفر 30 يومًا، وقبل انتهاء المدة في نهاية نيسان/أبريل الجاري، جددت أمر حظر السفر ومددته.

