فلسطين أون لاين

تفسيرات إسرائيلية متضاربة لحقيقة الصاروخ باتجاه مفاعل ديمونا

بعد مرور 48 ساعة على الهجوم الصاروخي الذي استهدف المنطقة المحيطة بمفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة، خرجت تفسيرات إسرائيلية متباينة إزاء الحادث، فضلًا عن التشكيك برواية الجيش.

فقد اعتبرت أوساط إسرائيلية أن ما حصل ليس ردًّا إيرانيًّا على تفجير منشأة نطنز النووية؛ لأن الساحة متوترة للغاية، وإذا تم ربط الهجومين ببعضهما، فإننا سنكون أمام ساحة حساسة للغاية، خاصة بسبب القضية النووية، ولكن عندما شوهد صاروخ ينطلق ليلاً باتجاه ديمونا، فقد أشعل كل المصابيح الحمراء. 

في الوقت ذاته، فإن الحادث يتطلب إجراء استجواب المنظومات الدفاعية الإسرائيلية عن سبب سقوط الصاروخ، ولماذا حدث ما حدث، رغم أن جميع المنظومات الإسرائيلية لديها فرص إصابة عالية جدًا بين 85-90٪، وأحيانًا بنسبة 95٪ في ظل الظروف المثلى، وعندما يُطلق 20 صاروخًا على (إسرائيل)، فهناك احتمال أن يخترق صاروخ أو صاروخان هذه المنظومات الدفاعية، ولو في منطقة حساسة.

تزايدت الدعوات الإسرائيلية لإجراء تحقيق فيما حصل، لأن الحدث يحتاج لدراسة متعمقة، وهي خطوة ستستغرق بضعة أيام، لأن الصواريخ الروسية التي بحوزة السوريين قادرة على الوصول لنطاقات تصل إلى مئات الكيلومترات، وتشكل تهديدًا حقيقيًّا للطائرات الإسرائيلية، أو تلك التي في طريقها لإسرائيل في شرق البحر المتوسط، لأن الخشية الإسرائيلية تكمن في تكرار ذات الأعطال في منظومة الاعتراض في مرات قادمة.

أي حادث غير عادي من هذا القبيل يعدُّ ظاهريًّا فرصة لسلاح الجو لقضم النظام الكثيف والمتطور لاعتراض الصواريخ والطائرات الذي قدمته روسيا لسوريا، لكن الروس في عجلة من أمرهم لتزويد بطاريات صواريخ جديدة، وأكثر تقدمًا بدلًا من تلك المدمرة، ما يُجبِر (إسرائيل) على المضي قدمًا، ويمكن استخدام بعضها كصواريخ أرض-أرض غير دقيقة، ذات قدرة تدمير محدودة.

يوضح حدث مفاعل ديمونا مدى انفجار المنطقة، وأن أي عمل عسكري قد يتطور الأمر في اتجاهات مختلفة وغير متوقعة، رغم أنه ليس لدى (إسرائيل) أي نية أو رغبة في تصعيد الموقف، وهذا أيضًا نية إيران وسوريا وحزب الله، رغم أنها ليست المرة الأولى التي يُطلق فيها الصاروخ المضاد للطائرات من سوريا على (إسرائيل).

لقد أثبت الهجوم الأخير على المنطقة المحيطة بمفاعل ديمونا النووي أن المنظومة الدفاعية التي تحوزها (إسرائيل) تتمثل في نظام اعتراض غير ملائم لهذا النوع من الأهداف، لذلك كانت هناك معضلة حول ما إذا كان يجب الرد أم لا، وفي النهاية تقرر إطلاق النار آخر، لمن من الواضح أنها محاولة لاعتراض الصاروخ بوسائل لم يتم تكييفها بالكامل لهذا الغرض، وفي النهاية فشلت.