فلسطين أون لاين

"الملاذ الأخير" أمام الإسرائيليين لتشكيل حكومتهم

رغم أن أعضاء الكنيست أدَّوا اليمين الدستورية، فإن النظام السياسي الإسرائيلي لا يزال عالقًا، وفي حين يطمح نتنياهو لتشكيل حكومة يمينية، إلا أنه يجد صعوبة في الحصول على موافقة رئيس الصهيونية الدينية سموتريتش لتوفير دعم القائمة العربية الموحدة، وإلا فقد تضطر (إسرائيل) لإجراء انتخابات إضافية، ما يطرح على الطاولة جملة من الخيارات لحل الاشتباك السياسي القائم.

ويبدو أن المهمة التي تواجه نتنياهو -أو أي مرشح آخر ستتاح له الفرصة لبناء ائتلاف- بعد حصوله على تفويض لتشكيل حكومة من رئيس الكيان ريفلين، لن تكون بسيطة على الإطلاق، نظرًا لتعقيدات الائتلافات التي قد تنشأ في الأسابيع المقبلة، ما يؤكد أن حكومة مستقرة لن تظهر على الأرجح.

(إسرائيل) أمامها عدة خيارات تواجه نتنياهو وخصومه، أولها حكومة يمينية بقيادته، تضم أحزاب الليكود والمتدينين والصهيونية الدينية، والقائمة العربية بقيادة منصور عباس، ولكي يحدث ذلك، على سموتريتش سحب تصريحاته العدوانية ضد القائمة العربية، في حين ألغى نتنياهو من بيانه القديم هجومه على بيني غانتس الحصول على دعم القائمة المشتركة لحكومة قد يرأسها، وهي مبادرة وصفها نتنياهو بـ"وصمة عار".

الخيار الثاني يتمثل في حكومة مؤقتة، ومن أجل التحايل على معارضة سموتريتش، يبدو أن النواب اليهود والعرب توصلوا إلى فكرة تتمثل بأداء اليمين في حكومة بدعم من رئيس الوزراء، وإلا سيُحل الكنيست، والذهاب لصناديق اقتراع أخرى.

هذا الائتلاف الحكومي هو الخيار الأخير لرئيس الوزراء، وفقًا لهذا السيناريو، سيُعيَّن نتنياهو نائبًا لرئيس الوزراء، لكنه سيبقى بمنزل رئاسة الحكومة، وسيترأس الدولة بينيت، أو مسؤول كبير آخر في الليكود، وهذا سيناريو أقل احتمالًا، ولن يتحقق إلا إذا اقتنع نتنياهو بأن البديل عن ذلك هو إقامة "حكومة تغيير" برئاسة لابيد ونفتالي بينيت، وهذا احتمال يثير قلقه، لأنه يشتبه أنهما اتفقا بالفعل.

الخيار الثالث هو حكومة التغيير، وهو ما يخشاه نتنياهو؛ لأنه يعني حكومة تناوب برئاسة لابيد وبينيت، وقد أعلن لابيد بالفعل أنه مستعد للتخلي للأخير، والسماح له بأن يكون الأول في رئاسة الحكومة، ولكن هنا أيضًا توجد صعوبات كبيرة، فكيف يمكن ربط مواقف بينيت اليمينية بأعضاء الكنيست من العمل وميرتس.

الخيار الرابع هو جولة أخرى خامسة من الانتخابات البرلمانية، وقد بات الخيار الأكثر أهمية ومنطقية من يوم لآخر، ففي الوقت الحالي، لا أحد يفعل أي شيء لوقف كرة الثلج هذه، ويبدو أن الوزراء مشغولون بأمور أخرى، ونتنياهو يرفض حاليًا تعيين وزراء جدد في الحكومة، ومسؤولون كبار آخرون عالقون، فضلًا عن النزاعات في الحكومة، وعدم وجود ميزانية تجعل من الصعب عليها أن تعمل، وبالتالي فلن ينقذ أحد (إسرائيل) من الورطة التي وجدت نفسها فيها.