فلسطين أون لاين

المُسنّة "أبو عقيل".. لم تشفع لها سنوات عمرها أمام جرائم المستوطنين

...
صورة أرشيفية
الخليل-غزة/ أدهم الشريف:

"لن نتنازل عن حقنا في ملاحقة المستوطنين والاحتلال على جريمتهم"، بهذه الكلمات بدأ فضل أبو عقيل الحديث لصحيفة "فلسطين" عقب استشهاد شقيقته "شفيقة" البالغ عمرها (73 عامًا)، بعدما دهستها مستوطنة إسرائيلية.

وعندما تعرضت المسنة أبو عقيل للدهس كانت في طريقها من منزل العائلة إلى منزل آخر تملكه العائلة أيضًا في بلدة السموع جنوبي مدينة الخليل الواقعة جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

وقال إن شقيقته عند محاولتها قطع شارع التفافي في طريقها، صدمتها مركبة تقودها مستوطِنة إسرائيلية بقوة، ما تسبب برميها لعدة أمتار عاليًا قبل سقوطها أرضًا دون أي حركة.

وما هي سوى عشر دقائق حتى أتت مركبة إسعاف لنقلها إلى مستشفى "سوروكا" في داخل أراضي الـ48، وخلال نصف ساعة أعلن عن استشهادها بسبب كسور في جسدها، ونزيف داخلي في منطقة الرأس.

وعلى الرغم من أن العائلة لم تتوقع أن تقضي المسنة أبو عقيل في حادثة دهس على يد مستوطِنة إسرائيلية، فإن العديد من المواطنين الفلسطينيين تعرضوا لعميات دهس نفذها مستوطنون وراحوا ضحية لها في الضفة الغربية المحتلة، أو أصيبوا بجراح وإعاقات دائمة.

علاوة على ذلك فإن جنود الاحتلال يستهدفون المواطنين بعمليات إطلاق نار عند الحواجز الدائمة والطيارة الفاصلة بين مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية.

وهذا ما يثير غضب عائلة أبو عقيل التي فقدت مسنة دون أن ترتكب ذنبا.

وأضاف شقيق الشهيدة: لأننا نعيش تحت الاحتلال فإننا جميعًا مستهدفون من قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال، دون تفريق بين رجال ونساء، كبار أو صغار.

وتابع: أننا نسكن في منطقة تماس مع الاحتلال ومستوطنيه، ويعلم الجميع المعاناة التي نعانيها بسبب عدة مستوطنات تحيط ببلدة السموع التي تشهد مضايقات من قطعان المستوطنين بحماية مشددة من قوات الاحتلال.

وحمَّل أبو عقيل المستوطنة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن استشهاد شقيقتها، خاصة أنها كانت تقود بسرعة جنونية.

ولم تنتهِ جريمة المستوطنة عند هذا الحد، إذ اجتمع إلى جانبها عدد كبير من المستوطنين ذكورا وإناثا، محاولين حمايتها من أي ردة فعل فلسطيني بعد دهس المسنة أبو عقيل.

وعندما حاول شقيق الشهيدة الحديث معها ليؤكد لها استنكاره وتحميلها مسؤولية الحادثة، لم تتقبل هي وجميع المستوطنين الذين كانوا في المكان حديثه، ورفضوا الاستماع له، واعتدوا عليه لفظيًا قبل أن يتحول إلى مشادة كلامية بينهم.

ليس ذلك فحسب، بل إن أفراد عائلة الشهيدة عندما حاولوا المرور عبر حاجز معبر وادي الخليل "ميتار"، للوصول إلى المستشفى الذي كانت شقيقته بداخله حال جنود الاحتلال المتحكمين بالحاجز الدائم دون ذلك ومنعوهم، ما اضطرهم للجوء إلى طريق التفافي بطول 2 كيلومتر.

وقال إن عائلة الشهيدة قررت رفع دعوى قضائية في محاكم الاحتلال، ولن نترك دماء الشهيدة تذهب هدرًا، حتى لو لم تنصفنا تِلك المحاكم.

وجاءت حادثة استشهاد المسنة أبو عقيل بعد يوم على استشهاد المواطن أسامة منصور من سكان قرية بدو، شمالي غرب مدينة القدس المحتلة، بعد إطلاق جنود الاحتلال الرصاص مباشرة صوبه وزوجته خلال قيادته مركبته في طريق العودة لبيته قادمًا من مركز بيرنبالا الطبي للطوارئ.