في الوقت الذي تحاول فيه دولة الاحتلال تصوير نفسها كضحية في حادث إطلاق النار الذي وقع في مدينة سيدني الأسترالية، تغفل أن ما يحدث لليهود في الخارج هو انعكاس مباشر للغضب العالمي المتزايد من سياسات حكومة بنيامين نتنياهو وجرائمها المستمرة بحق الفلسطينيين، ولا سيما في قطاع غزة.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي راح ضحيته عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، بينهم آلاف الأطفال والنساء، تتسع دائرة الغضب العالمي إزاء الإفلات الإسرائيلي من العقاب، في ظل صمت دولي وازدواجية واضحة في تطبيق القانون الدولي.
ويُعدّ ما يحدث لليهود حول العالم نتيجة للحنق المتراكم على سياسات الاحتلال، إذ وضعت حكومة نتنياهو الجاليات اليهودية في مهبّ الغضب والرفض الشعبي، من خلال استمرارها في ارتكاب المجازر وفرض الحصار والدمار.
بدوره، أكد الأكاديمي بلال الغلبان أن الإسلام دين نشر التسامح والعدالة والرحمة في أرجاء الأرض كافة، موضحًا أن من يمارس الفساد والقتل والإجرام هم الصهاينة المحتلون لفلسطين، الأرض المباركة التي تشهد أبشع صور الاعتداء والانتهاك.
وقال الغلبان لصحيفة فلسطين، إن “أحداث سيدني الأخيرة لا تعبّر عن توجه إسلامي يستهدف الجالية اليهودية، كما أن المسلمين لا يعادون اليهود كدين أو جماعة، وإنما عداؤهم موجّه إلى الصهاينة المعتدين الذين يمارسون القتل اليومي بحق الشعب الفلسطيني”.
وأضاف أن الحادثة جاءت نتيجة طبيعية لما يجري في فلسطين من جرائم وإبادة، وليست كما يصوّرها الاحتلال على أنها عداء للسامية أو لليهود، بل هي انعكاس مباشر لجرائم الاحتلال في قطاع غزة.
وشدّد الغلبان على أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بالتحرك العاجل لوقف الإجرام الصهيوني في غزة، محذرًا من أن استمرار الصمت العالمي قد يؤدي إلى امتداد ردّات الفعل إلى دول أخرى في أوروبا والعالمين العربي والإسلامي.
وأوضح أن هذه الحوادث لا تهدف إلى تقويض جهود السلام كما تزعم الرواية الإسرائيلية، بل تمثّل صرخة في وجه الظلم والقهر والمعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون، داعيًا العالم إلى الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني، ومؤكدًا أن المجتمع العادل هو من ينظر إلى المظلوم بعين الإنصاف لا بعين الانحياز.
من جانبه، قال الباحث عبد الله سحويل، في تعقيبه على حادثة مدينة سيدني الأسترالية التي وقعت خلال احتفال الجالية اليهودية بعيد الحانوكا (عيد الأنوار)، إن الإسلام يرفض بشكل قاطع أي أعمال عنف أو إجرام ضد المدنيين الأبرياء، مهما كانت خلفياتهم الدينية أو العرقية.
وأوضح سحويل، لـ"فلسطين"، أن “المسلمين ليسوا ضد الأديان، بل يؤمنون بحرية المعتقد وحق الجميع في ممارسة شعائرهم الدينية”، مشيرًا إلى أن الخلاف الحقيقي هو مع الكيان الصهيوني المحتل، وليس مع أتباع الديانات الأخرى.
وبيّن الباحث الفلسطيني أن ما حدث في سيدني قد يكون ردّ فعل طبيعيًا على ما يجري في غزة من قتل وإجرام متواصل بحق المدنيين، لافتًا إلى أن استمرار الجرائم الصهيونية يولّد ردود أفعال في مناطق مختلفة من العالم.
وأضاف أنه لا يستبعد احتمال أن تكون الحادثة مدبّرة من جهاز “الموساد”، بهدف تحفيز اليهود حول العالم على الهجرة إلى الكيان الصهيوني، في ظل معاناته من نقص سكاني واضح وحاجته إلى تعزيز قدراته العسكرية للحفاظ على تفوقه في المنطقة.
ولفت إلى أن الكيان الصهيوني ينظر إلى نفسه كجسم غريب في الشرق الأوسط، ويسعى من خلال سياساته واستراتيجياته إلى ترسيخ وجوده العسكري والديموغرافي في المنطقة، مهما كانت الوسائل.

