تتعرض بيت لحم لهجمة استيطانية غير مسبوقة، لتضييق الخناق على سكانها الفلسطينيين ودفعهم إلى الهجرة تنفيذًا لما يسمى "مشروع القدس الكبرى" الهادف لضم الضفة الغربية المحتلة.
وصدقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، على مخططات استيطانية للاستيلاء على عشرات الدونمات من أراضي محافظة بيت لحم، وتتمثل تلك المخططات في الاستيلاء على أراضٍ محاذية لمستوطنة "بيتار عيليتA"، وحوض (٣) وحوض (٤) في منطقة المترسية وخربة الكبرة من أراضي بلدة نحالين غربًا، وحوض (٣) في منطقة واد أبو الحمراء من أراضي قرية حوسان غربًا.
ويوضح منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم مازن العزة، أن الاحتلال يهدف من خلال مخططاته إلى تضييق الخناق على مدينة بيت لحم وسجن سكانها، والاستيلاء على مزيد من أراضي المدينة وتوسعة مستوطناتها خدمةً لمخطط "القدس الكبرى" الذي يمتد لتجمع مستوطنات "كفار عتصيون".
وأضاف العزة لصحيفة "فلسطين" أن المخطط يهدف أيضا إلى تحويل الأراضي المستهدفة إلى أماكن عامة وطرق التفافية للمستوطنين إضافة إلى إقامة وحدات استيطانية جديدة.
ولفت إلى أن الاحتلال عمل في وقت سابق على إنشاء شبكة طرق التفافية ووسع المستوطنات المحيطة بمدينة بيت لحم، لتسهيل حركة المستوطنين وتضييق الخناق على الفلسطينيين ودفعهم إلى الهجرة، تنفيذًا للمخطط المذكور، مؤكدًا أن الوضع العام للمدينة صعب للغاية، فالاحتلال يوسع مستوطناته على حساب الأراضي الفلسطينية ويحرم المواطنين من الوصول إلى أراضيهم، ويشق الطرق الالتفافية دون اكتراث.
وأشار إلى أن محافظة بيت لحم كانت من أول المناطق التي تتعرض لهجمة استيطانية شرسة بعد الاحتلال عام 1967، وقد كانت بدايتها في مستوطنة "كفار عتصيون"، عدا عن 25 مستوطنة و25 بؤرة استيطانية أخرى قائمة على أراضيها، داعيا قيادة السلطة لحمل ملف الاستيطان إلى المحكمة الجنائية الدولة لمحاسبة الاحتلال على سلب أراضي الفلسطينيين ومخالفته الأعراف والمواثيق الدولية.
خط هدنة
ويقول مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد الأبحاث التطبيقية "أريج" سهيل خليلية: إن المخطط هدفه بناء منطقة صناعية قريبة من مستوطنة "بيتار عيليت" التي تعد من كبرى المستوطنات في الضفة الغربية، والتي تقع ضمن المنطقة (ج) التي يحظر على الفلسطينيين استخدامها، وينحصر استخدامها على جيش الاحتلال.
وأوضح خليلية لـ"فلسطين" أن المخطط الإسرائيلي يأتي ضمن خطة إسرائيلية متكاملة هدفها تسهيل حركة المستوطنين، واستكمال المخطط الأشمل لربط المستوطنات ببعضها بعضًا ثم بشبكة الطرق الإسرائيلية.
ويضيف أن المخطط المعلن عنه يعد الأكبر، ويضم منطقة صناعية في المكان لتكون عاملًا لجذب المستوطنين للسكن في الوحدات الاستيطانية المعلن عنها في بيت لحم، وتفعيل الاستيطان وتحفيز المستوطنين.
ويبين أن العمل بدأ منذ مدة من أجل شق الطرق الالتفافية وتوسعة المستوطنات المحيطة بمدينة بيت لحم لجذب المستوطنين إليها وتسهيل وصولهم إلى المنطقة، مضيفًا أن ما يعلن من مخططات إسرائيلية يأتي ضمن خطوات مدروسة ضمن مخطط "القدس الكبرى".
ويحذر خليلية من خطر المخطط الهادف بالدرجة الأولى إلى ربط المستوطنات الإسرائيلية ببعضها بعضًا كربط مستوطنة "بيتار عيليت" بـ"غوش عتصيون"، لكونه يحمل في طياته إلغاء ما يعرف بـ"الخط الأخضر" أو "خط الهدنة"، لمنع أي مفاوضات قد تستجد بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية.
وأكد أن الاحتلال يحاول جاهدًا حصار مدينة القدس المحتلة عبر مشروع رسم حدود "القدس الكبرى"، مشيرًا إلى أن مدينة بيت لحم هي من أكثر المناطق المرغوبة للسكن من المستوطنين لقربها من القدس.
ودعا الفلسطينيين إلى التوحد لإفشال مخططات الاحتلال الهادفة للاستيلاء على القدس والأقصى وتهجيرهم من أراضيهم.

