فلسطين أون لاين

أزمتا الكهرباء والرواتب تكبدان المحال التجارية خسائر كبيرة

...
غزة - صفاء عاشور

تستمر انعكاسات الأزمات التي يمر بها القطاع في التأثير في كل مناحي الحياة، حتى وصلت إلى المنتجات الغذائية التي تحتاج إلى ساعات طويلة من الكهرباء لتجنب تعرضها للتلف وإلا فإن مصيرها هي وأصحابها تكبد خسائر مالية كبيرة.

وفي ظل هذه التخوفات تستمر جهود الوزارات في الرقابة على الأسواق والمحال التجارية العارضة، من خلال توجيه عدد من المفتشين للرقابة على الأسواق في جميع المحافظات خاصة خلال شهر رمضان والذي يشهد إقبالًا ملحوظًا من المواطنين على المحال والأسواق.

محمود لبد صاحب أحد محلات اللحوم الطازجة والمجمدات في غزة، أوضح أن انقطاع التيار الكهربائي كبدهم خسائر مالية كبيرة، فأي انقطاع للكهرباء عن ثلاجات المجمدات يمكن أن يٌلحق بهم خسائر تصل إلى أكثر من 30 ألف شيقل كما حصل في إحدى المرات.

وبين لصحيفة "فلسطين" أنه يضطر إلى شراء سولار لتشغيل مولد كهربائي بوزن 50 كيلو بقيمة 600 شيقل يوميًا، وذلك لتوفير الكهرباء للثلاجات على مدار الساعة دون انقطاع، لافتًا إلى أن أي انقطاع يمكن أن يؤدي إلى تلف المجمدات بسرعة.

وقال لبد: إن "انقطاع الكهرباء واضطرارنا لشراء السولار أرهقنا ماليًا، إضافة إلى الخسائر التي نتكبدها جراء تلف بعض المجمدات والتي يتم التخلص منها فورًا"، مشيرًا إلى أنه يتكبد خسائر مالية أسبوعيًا تتراوح من 3-5 آلاف شيقل.

وحول تأثير أزمة رواتب موظفي السلطة عليه، أكد لبد أنه تأثر من بشكل كبير من هذه الأزمة، حيث تراجعت الحركة التجارية لديه في المحال على شراء اللحوم الطازجة، كما تراجعت قدرة الموظف على شراء كميات كبيرة من اللحوم لتخزينها لديه في البيت وذلك بسبب الكهرباء.

وأضاف: "كما توجه عدد كبير من الموظفين لشراء المجمدات مع اشتراطهم أن تكون مجمدة منذ فترة قصيرة وهو ما نستطيع توفيره في المحل تلبية ومراعاة للظروف التي يمر بها المواطن في القطاع".

ولفت لبد إلى أن هناك رقابة شديدة من الجهات الحكومية خاصة وزارتي الصحة والاقتصاد اللتين تزوران المحل بشكل يومي، وذلك للتأكد من صلاحية المواد المعروضة وضمان سلامتها على صحة المستهلك.

من جهته، أوضح أبو محمود سالم، صاحب أحد المحال التجارية في مدينة غزة، أن تخزين الأغذية أصبح أمر مقلق للغاية، خاصة في ظل تخوفه من تلفها بسبب انقطاع الكهرباء لساعات تزيد على 16 ساعة.

وقال لصحيفة "فلسطين": إن "أزمة الكهرباء جعلتني أقلل من كميات المواد الغذائية التي أقوم بتخزينها في ثلاجة المحل، كما قللت من كميات الآيس كريم التي أقوم بإحضارها من المصنع، تخوفًا من تلفها وتكبد خسائر مالية".

وأضاف سالم: "في بداية الصيف كنت متخوفًا من تشغيل الثلاجة الخاصة بالمجمدات فالأوضاع الاقتصادية أدت إلى عزوف الناس عن شراء المثلجات والمجمدات وقل الإقبال على مثل هذه المواد، وبالتالي فإن شراء سولار لتشغيل المولد الكهربائي بما لا يقل عن 200 شيقل شهريًا أمر مرهق ماليا".

في السياق ذاته، أكد مدير عام دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، رائد الجزار: "على الوزارة أن تولي موضوع الرقابة على الأسواق أهمية كبيرة وخاصة قضية تخزين المواد الغذائية"، لافتًا إلى مطالبتها للتجار عدم عرض أي سلعة غذائية خارج الثلاجة في الأسواق.

وقال لصحيفة "فلسطين": إن "في ظل أزمة الكهرباء عممت الوزارة على جميع التجار عدم عرض أي سلع غذائية خارج الثلاجة ومن يعارض القرار يتم مخالفته، كما طالبت التجار بعدم طرح كميات كبيرة من الأغذية في الأسواق والمحلات التجارية والاحتفاظ بالكميات الكبيرة لديهم في المخازن والثلاجات، وذلك لأن الكهرباء متوفرة عندهم على مدار الساعة".

وأضاف الجزار: "أما بخصوص شهر رمضان فلدينا خطة طوارئ سيتم تطبيقها على جميع المحافظات تتمثل في عمل جولات تفتيشية في الصباح وبعد العصر وحتى المغرب، أما في العشر الأواخر ستزيد الجولات التفتيشية لتمتد حتى الساعة 12 مساءً لمراقبة الحلويات والمكسرات التي تباع في نهاية الشهر الكريم استعدادًا لاستقبال العيد".

وبين أن الوزارة حددت 4 مفتشين في كل محافظة للتوجه للأسواق والرقابة على المواد الغذائية فيها، مع توجيه 2 من المفتشين للرقابة على المحال التجارية والمطاعم والمخابز، منوهًا إلى أن الوزارة تعاني من نقص شديد في أعداد المفتشين منذ بداية الانقسام.