فلسطين أون لاين

مراقبان: الملاحقات السياسية لا تهيئ لإجراء الانتخابات بالضفة

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ نور الدين صالح:

على الرغم من التفاؤل الحذر الذي يسود الشارع الفلسطيني إزاء التحركات الرامية لإجراء الانتخابات العامة، فإن مراقبين يرون أن الظروف لا تزال غير مهيأة بالحد المطلوب لإجرائها في الضفة الغربية نتيجة للملاحقات السياسية من السلطة واعتقال الشخصيات من الاحتلال.

وفي المقابل، فإنهم يستدلون من عقد لقاءات لجميع الفصائل بما فيها حركة "فتح" في قطاع غزة، على أن هناك مناخًا سياسيًّا حرًّا في القطاع يُمهد الطريق لإجراء انتخابات المجلس التشريعي في مايو، ثم رئاسة السلطة في يوليو، على أن يليها استكمال انتخابات المجلس الوطني في أكتوبر.

ليست إيجابية

الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق، رأى أن الأجواء الحالية في الضفة ليست إيجابية، بسبب ممارسات السلطة التي تتناقض مع أبسط حقوق الفلسطينيين، عادًّا إياها "لا تبشر بأن الانتخابات ستمضي بسلاسة".

وقال صادق لصحيفة "فلسطين"، إن الملاحقات السياسية ما تزال مستمرة والاحتلال يمارس كل أشكال القمع لمنع العملية الانتخابية، وهو ما يستدعي لأن يكون هناك دورًا للسلطة في تهيئة الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات.

وانتقد سلوك السلطة بأن تشارك في عملية قمع الحريات وتمنع عقد ندوات ولقاءات لشخصيات ترغب للترشح للانتخابات القادمة، مفسرًا ذلك بأن "السلطة تريد انتخابات بوجه واحد بعيدًا عن الشراكة الحقيقية على المستوى الوطني في إدارة المؤسسات الفلسطينية".

ولم يستبعد صادق أن تنعكس هذه الأجواء على حوارات القاهرة، وتؤدي لإفشال جهود الفصائل، خاصة في ظل بعض الإجراءات التي تتخذها السلطة بمنع مرشحين من حركة فتح أيضًا من الترشح للانتخابات.

وأشار إلى أن لقاءات لقيادات فتحاوية تُعقد في قطاع غزة دون أي اعتراض أو قمع للحريات، وهذا انعكس بشكل واضح على توجه الشارع الفلسطيني للجنة الانتخابية والانخراط بشكل كبير في إجراء الانتخابات.

ورأى أن عقد اللقاءات وإطلاق الحريات في غزة يعكس ايجابية موقف حركة حماس من الانتخابات ونيتها الصادقة بأن تكون حرة ونزيهة بعيدًا عن أي وصايا عليها، بحيث تكون الفرصة متاحة لكل المرشحين بعرض برامجهم الانتخابية خلافًا لما يحدث في الضفة.

وأوضح صادق، أن الظروف في غزة أفضل بكثير من الضفة، من حيث الأريحية التي يتمتع بها الجميع بما فيها حركة فتح، التي تعقد اجتماعاتها بشكل صريح من أجل استجلاب الأصوات لصالحها أو أطراف أخرى مُعينة.

وهذا ما ذهب إليه الناشط السياسي ساري عرابي، معتبرًا أنه "لا يُمكن الحديث عن أجواء مهيأة لإجراء الانتخابات في الضفة الغربية من عدة نواحٍ، أولها عدم وجود أي مظاهر انتخابية حتى اللحظة من الفصائل أو المستقلين".

وبيّن عرابي لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يمارس إجراءات للمضايقة وعرقلة الانتخابات، من خلال تكثيف الاعتقالات في جميع مدن الضفة، إضافة إلى الاستدعاءات من السلطة أيضًا.

وأوضح أن الاحتلال يواصل استدعاء الشخصيات التي يتوقع ترشحها للانتخابات التشريعية ويهددها، عادًّا ذلك من أكثر التهديدات التي تواجه العملية الانتخابية في الضفة.

ورأى أن الظروف في الضفة غير مهيأة بشكل كامل، بحيث تكون متكافئة وإعطاء الفرص في الرقابة على الانتخابات والقدرة على إدارة العملية الانتخابية.

وأوضح أن حركة فتح هي التنظيم الوحيد الذي يتمتع بحرية الحركة في الضفة، في حين أن التنظيمات الأخرى لا تمتلك نفس القدرة للرقابة على الانتخابات واستنهاض جماهيرها والقيام بدعاية انتخابية.

وبحسب عرابي، فإن الانتخابات تجري بظروف صعبة في الشارع الفلسطيني، والفصائل ليس لديها وقت كافٍ لإدارة العملية الانتخابية والاستنهاض من بعد الظروف القاسية التي عانتها من الانقسام حتى هذه اللحظة.

وأشار إلى أن ما يجري في الضفة يتناقض عما يجري في غزة، إذ إن الفصائل بما فيها حركة فتح، تشعر بأريحية في عقد اللقاءات والدعاية الانتخابية، ولا يتم ملاحقتها كما تُلاحق حماس بالضفة، إضافة إلى عدم وجود الاحتلال في غزة.

ورأى أنه "من الضرورة الاتفاق بين الفصائل في القاهرة على كيفية إجراء انتخابات نزيهة وشفافة بحيث تكون متكافئة، وخلق أجواء إيجابية في المجتمع الفلسطيني، إضافة إلى إدارة المرحلة لما بعد الانتخابات.

ولفت إلى ضرورة "وجود ضمانات حقيقية تجعل من الانتخابات فرصة مهمة للمصالحة وعدم العودة لمربع الانقسام".