فلسطين أون لاين

تقرير تراجع الدولار يقلق المتعاملين به ويعزز الذهب ملاذًا آمنًا

...
صورة تعبيرية
غزة/ رامي رمانة:

يواصل الدولار الأمريكي تسجيل تراجع أمام عملة الشيقل الإسرائيلي، إذ سجل أدنى له منذ عام 2008، ويساور القلق الأفراد والمصدرين من استمرار التهاوي، فهل يستمر الدولار في التراجع مع قادم الأيام؟ وهل بات الذهب الملاذ الآمن؟

يقول محرر الشؤون الاقتصادية أحمد أبو قمر: إن سعر صرف الدولار أمام الشيقل الإسرائيلي وصل إلى أدنى مستوى له منذ أزمة الرهن العقاري في عام 2008، وأن التخوف أن يسجل الدولار مزيدًا من التراجع.

وعدد أبو قمر في حديث لصحيفة "فلسطين" جملة من الأسباب التي تقف وراء التراجع، منها تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد الأمريكي، والخلافات التجارية بين أمريكا والصين، في المقابل تمسك الشيقل الإسرائيلي بقوته نتيجة بيانات تجارية قوية في ميزان المدفوعات.

ولفت أبو قمر في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن عدم تسجيل لقاء كورونا نتائج إيجابية من شأنه أن يساهم في خفض سعر صرف الدولار أمام سلة العملات الأجنبية الأخرى.

وبين أبو قمر أن البنك المركزي الإسرائيلي لم يتحرك أمام تهاوي الدولار، فيبدو أنه سيترك السوق وحده يحدد سعر صرف الشيقل مقابل الدولار دون أي تدخلات منه، لافتًا إلى أن البنك المركزي الإسرائيلي اشترى أكثر من مرة فائض الدولار في السوق للحافظ على قوته أمام الشيقل الإسرائيلي.

ولفت إلى حالة سخط من جانب المصدرين الإسرائيليين الذين يتضررون كثيرًا من ضعف الشيقل أمام الدولار الأمريكي.

وأشار إلى أن الذهب يبقى في الوقت الراهن هو الملاذ الآمن، فكلما انخفض سعر الدولار ارتفع الذهب.

من جهته قال الاختصاصي الاقتصادي أيمن جمعة: إن من المحتمل الإعلان عن حزمة من التسهيلات المالية الجديدة في أمريكا، وهي عبارة عن تريليون دولار إضافية سوف تُضخ في الأسواق، ومن ثم فإن هذا الحجم الرهيب من السيولة النقدية يتسبب في الضغط الشديد على الدولار الأمريكي نحو القاع، مشيرًا إلى أهمية الإدراك أن هذه الأموال التي يتم طباعتها وضخها ولا يضمنها إلا سندات ورقية تصدرها الخزينة الأمريكية.

وبين جمعة لصحيفة "فلسطين" أن أكثر من (7) تريليونات دولار أضيفت على فاتورة الدين العام الأمريكي في سنة 2020 بعد كورونا، وهذه السيولة الهائلة سيكون يكون لها تبعات كبيرة على الاقتصاد الأمريكي والعالم.

وقال: "إن أسواق الأسهم تتجاوب إيجابًا مع هذه السيولة، وتسجل أرقامًا قياسية في حين يتهاوى الدولار أمام العملات عالية المخاطر مثل اليورو الأسترالي والباوند والشيقل، وفي الوقت نفسه ترتفع عائدات السندات الأمريكية كثيرًا، فهذه السيولة تخلق بالونًا يزداد انتفاخًا يومًا بعد يوم".

وأضاف: "ولا بد أن يأتي قريبًا اليوم الذي تنفجر فيه فقاعة الأسهم كما حدث في شهري مارس وإبريل الماضيين، فهذه اللعبة المرعبة تتكرر دومًا ويدفع ثمنها اقتصاد العالم كله، كما أن الشيقل يساهم في لعبة النفخ من أخطر بوابات الاقتصاد الحالي ألا وهي التكنولوجيا"، مشيرًا إلى أن البنك المركزي الإسرائيلي لم يعد مهتمًّا كما في السابق بوقف جماح الشيقل المضطرد.

وختم جمعة حديثه بالقول: "إن الأيام المتبقية من شهر ديسمبر الحالي تشير إلى حركة عرضية في الأسهم والعملات بانتظار الحسم النهائي لحزمة التسهيلات المالية، ثم تحدث الحركات العنيفة في مؤشر الدولار والأسهم حيث سيتواصل الضغط الشديد على الدولار مباشرة بعد إقرار الحزمة ثم يلي ذلك تصحيح قوي للأعلى حتى بداية العام الجديد، ففي الأسبوع القادم سوف تظهر تلك الأحداث على السطح بشكل واضح".