فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تحليل انخفاض الدولار أمام الشيقل.. ماذا بعد؟

...
صورة تعبيرية
المحلل الاقتصادي: أيمن جمعة

بينما تقترب هذه السنة الكبيسة من نهايتها، ما زال الدولار الأمريكي يترنح أمام الشيقل المفرط القوة، في حين أن محاولات البنك المركزي الإسرائيلي الخجولة بضخ مئات الملايين من الدولارات في بداية الشهر الحالي لم تنجح كثيرًا في إيقاف التصاعد الجارف في قوة الشيقل في الأسواق.

نجد أن الشيقل يتحرك إلى الأعلى مكتسحًا الأرقام النفسية الصعبة مثل الـ(3.3) شواقل مدعومًا بعدة عوامل منها الارتفاع المطَّرد في سوق الأسهم الأمريكية وخصوصًا الناسداك مؤشر التكنولوجيا التي تعبر عن ترحيب الأسواق بانتخاب جو بايدن.

ومن العوامل أيضًا أن ظروف التبعات الاقتصادية لكورونا والتي تحد من حركة الإسرائيليين وسفرهم، وعليه تقل جاذبية الطلب على الدولار لإنفاقه في الخارج، يضاف إليها نسبة الفائدة المتدنية على الدولار وتراجعه عالميًّا أمام العملات عالية المخاطر مثل اليورو والأسترالي والإسترليني.

ما زال السيناريو المحتمل في تقديري هو وجود فرصة أخيرة لانعكاس المسار في الأسابيع الثلاثة المتبقية من السنة، وذلك بأن تنهي الأسواق احتفالها بانتخاب بايدن بصعود مفاجئ وكبير يليه مباشرة انهيار متلاحق وعمليات بيع محمومة خاصة لمؤشر الناسداك.

في هذه الحالة سوف يقفز مؤشر الدولار إلى الأعلى ضاغطًا على اليورو والأسترالي والشيقل ويمكن حينئذ أن نرى إغلاقًا سنويًّا للدولار شيقل فوق الـ3.48 أو قريبًا منها.

أحب أن أذكر هنا بأن هذا السيناريو يمكن أن يحدث في أي وقت منذ الأسبوع القادم وحتى نهاية الشهر الحالي خاصة كلما اقتربنا من منتصف الشهر إذ ستُعلن رسميًّا نتائج المجمع الانتخابي الأمريكي.

عامل آخر قد يساهم في ارتفاع الدولار شيقل، وهو إذا أثبت اللقاح الجديد فاعليته وتم تخفيف قيود الحركة والسفر للخارج، فإن هذا سوف يخلق طلبًا كبيرًا على الدولار شيقل يؤدي لارتفاع سعره، طبعًا نتحدث هنا عن ارتفاع محدود ومؤقت وتصحيحي.

في كل الأحوال فإن الأسابيع المتبقية من هذه السنة سوف تحسم مسار الحركة للشيقل في العام المقبل. ولكن علينا أن نتذكر أن كسر الـ(3.3) أعطى مؤشرًا قويًّا بأن الشيقل قد يصمد في السنة القادمة في محاولات الاختراق القاسية للأرقام التي كانت شبه مقدسة حتى وقت قريب.

كسر الـ(3.3) والإغلاق السهل تحتها يفتح الطريق أمام الـ(3.19) شيقل, (3.14) شيقل, (2.94) شيقل والحديث بين المحللين في الشأن الاقتصادي الإسرائيلي يدور عن اختبار أسعار عام 1996.

إذا تواصل ارتفاع مؤشر الناسداك الأمريكي في عام 2021 فأعتقد أن العملة التي ستكون محور الاهتمام والتركيز في العالم كله هي الشيقل الإسرائيلي.