بعد إغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية في إثر انتشار فيروس كورونا بقطاع غزة، أراد محمد الخضري استدراك أي فجوات يمكن أن تنتج بين الطلبة ودراستهم، لذا أخذ على عاتقه توفير بيئة تعلم آمنة وممكنة للطلبة، تساهم في تعزيز قدراتهم ورفع إنجازاتهم في الجانب الأكاديمي والاجتماعي والنفسي والتربوي.
والمبادرة التي أطلقها الخضري هي مبادرة تربوية تعليمية فنية نفسية في مجال اللغة العربية والخط العربي وصعوبات التعلم فيهما مع جائحة "كورونا"، وطبقها على رياض الأطفال وطلبة المدارس والجامعات أيضًا، ولم يقتصر على قطاع غزة، بل تمكن من الوصول إلى دول عربية وإسلامية، وتواصل مع خبراء فيها.
الخضري (34 عامًا) من مدينة غزة، يعمل محاضرًا تربويًّا، مختص بمهارات وتحسين الخط العربي، ومختص في علاج صعوبات التعلم واضطرابات اللغة والنطق.
يقول الخضري لصحيفة "فلسطين": "مع الجائحة كان لا بد أن نؤسس جسرًا، وألا نترك فجوة بين المعلمين والطلاب، بهدف إعطاء دورس ومحاضرات للتواصل من طريق الأفكار الناجحة التي نمتلكها في المجال التربوي والتعليمي في مجال اللغة العربية والخط العربي، وصعوبات التعلم في المجتمع العربي والإسلامي".
ويضيف: "يتحقق ذلك بالتواصل الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لرفع المستوى التعليمي للطلبة، وتأهيلهم للحصول على المعلومات الأساسية في مجال اللغة العربية والخط العربي، بهدف التواصل وعدم الانقطاع عن الدراسة، وأن نشغلهم بكل ما هو مفيد".
ويصف الخضري المبادرة بأنها "تمثل برنامجًا مهمًّا" لاكتشاف الأطفال والطلاب الموهوبين على مختلف مستوياتهم التعليمية، ومراحلهم المختلفة، وتقوم أيضًا على اتجاهات عالمية معاصرة على المستوى التعليمي والتربوي في الشرح وتوصيل المعلومات بأسلوب مميز.
وتتيح المبادرة استفادة جميع الطلاب والطالبات من فيديوهات ومراجع تؤهلهم علميًّا، وتدريبيًّا على استخدام مناهجهم، واستثمار أوقاتهم في هذه الجائحة العالمية المعاصرة التي ظهرت حديثًا.
ويذكر الخضري أن المبادرة تتيح فرصة لتفعيل دور المعلمين والآباء بفهم هذه المحاضرات واللقاءات الإلكترونية السهلة.
وعن الفئة المستهدفة من مبادرتهم، يوضح أنها وجهت المحاضرات واللقاءات لجميع رياض الأطفال والمدارس الحكومية والخاصة، داخل فلسطين وخارجها من الدول العربية والإسلامية.
ويؤكد الخضري أن المبادرة أوجدت علاقات مميزة وتواصلًا مع الجميع، وتبادل الخبرات التعليمية والتربوية على صعيد أهمية اللغة العربية والخط العربي وصعوبات التعلم، ومدى القصور الواضح لدى الناس لفهم اللغة وبساطتها.
ويلفت إلى أن هذه المبادرة عززت لديه دور الإنسان المعلم والمتعلم، بجلب الأفكار والخبرات الريادية التعليمية والتربوية الموجودة في داخل فلسطين وخارجها، التي تصقل المهارات والخبرات الموجودة عند كثيرين من الطلبة، وأن "طاقات عربية رائعة جدًّا" خدمت وما زالت تخدم مجال اللغة العربية والخط العربي وصعوبات التعلم.
واستطاع الخضري تحويل جائحة "كورونا" من محنة إلى منحة إذ استفاد وتبادل الخبرات والقدرات، وهذه الخطوة أسست لمبادرات قادمة على مستوى الوطن العربي لمؤتمرات وأيام دراسية في مجال اللغة العربية والخط العربي واضطرابات اللغة العربية وصعوبات التعلم.
وعن أهم الصعوبات التي واجهته في مبادرته، يذكر أن سرعة الإنترنت ليست كافية للتعليم عن بُعد، ولا يوجد أجهزة ملائمة لإتمام هذه العملية كما هو مطلوب، والضوضاء في البيئة المحيطة، واختلاف اللهجات العربية بين بلاد المغرب العربي والشام والخليج.