فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير أطفال غزَّة بين لسعات البعوض وقذائف الاحتلال

...
أطفال غزَّة بين لسعات البعوض وقذائف الاحتلال
غزة/ رامي محمد:

تسببت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة في تفاقم الأزمات البيئية، ما انعكس سلبًا على صحة المواطنين وزاد من تدهور الأوضاع المعيشية مع استمرار الحصار والدمار.

ومن أبرز مظاهر هذه الأزمات الانهيار شبه الكامل لشبكات تصريف المياه العادمة وجمع النفايات، حيث أدى القصف المتكرر إلى تدمير أجزاء واسعة من البنية التحتية، مما تسبب في تسرب المياه الملوثة إلى الشوارع والأحياء السكنية، وانتشار الروائح الكريهة في أنحاء المناطق.

ومع تعذر وصول طواقم البلديات إلى العديد من المناطق المتضررة بسبب القصف أو نقص الوقود والإمكانيات، أصبحت تلك المناطق بؤرًا خصبة لتكاثر الحشرات والآفات، مما أدى إلى تفشي الأمراض وزيادة المخاوف من انتشار الأوبئة.

ويشكو المواطنون من الانتشار الواسع والمقلق للآفات، خاصة الصراصير والبعوض والجرذان، والتي أصبحت تهدد حياة السكان، وبشكل خاص الأطفال الذين يعانون من غياب وسائل الوقاية والتعقيم.

يقول المواطن ماهر زريق، وهو من سكان مخيم المغازي وسط القطاع: "تؤرِّقنا حشرة البعوض بشكل كبير، فهي منتشرة بكثافة، وأطفالي لا يستطيعون النوم بسبب لسعاتها المستمرة".

وأضاف زريق أن منزله المتضرر جزئيًا يقع بالقرب من مكب نفايات اضطرت بلدية المغازي إلى إقامته مؤقتًا في المنطقة، بعد تعذر الوصول إلى المكبات الرئيسية الواقعة على الأطراف.

وأوضح أن المكب لا يقتصر ضرره على الروائح الكريهة، بل أصبح مصدرًا رئيسيًا لتكاثر البعوض الذي يتدفق على منزله والمنطقة المجاورة.

وأشار إلى أن نوافذ منزله لا تحتوي على شبك للحماية، وأنه لا يملك القدرة المالية لتركيبه، ما يجعل أسرته عُرضةً دائمة لهجمات الحشرات.

من جانبه، قال المواطن عبد الحليم الخالدي إن الأضرار التي لحقت بشبكات الصرف الصحي تسببت في اختلاط المياه العادمة بالمياه النظيفة، ما خلق بيئة موبوءة أصبحت أشبه بملعب للأطفال.

وأضاف: "الأزمة تحتاج إلى تدخل عاجل من الجهات الدولية لمساعدة البلديات في أداء مهامها والحد من تفشي المكاره الصحية، لاسيما أننا على أبواب فصل الصيف".

وفي السياق ذاته، سلَّطت السيدة أم عمار جودة، من النصيرات، الضوء على البعد النفسي والبيئي للمشكلة، قائلة: «المشهد بات لا يُحتمل؛ فالروائح الكريهة والقمامة المنتشرة في الطرقات تحوَّلت إلى جزء من يومياتنا، وهذا الأمر يؤثر ليس فقط على الصحة الجسدية، بل على الصحة النفسية أيضًا. الأطفال لم يعودوا يشعرون بالأمان أو الراحة حتى داخل بيوتهم».

وبيَّنت أن مكبات النفايات المؤقتة تحوَّلت إلى بؤر خطيرة تهدد الصحة العامة، نتيجة تراكم النفايات الصلبة دون معالجة، ما زاد من احتمالية انتشار الأوبئة، وخاصة في المناطق المكتظة والمحرومة من الخدمات الطبية

المصدر / فلسطين أون لاين