افتتحت الجمعية التعاونية الزراعية لمزارعي التوت الأرضي والخضار والزهور، أمس، مشروعًا لتعبئة الخضراوات وفرزها وتجميدها في بيت لاهيا شمال القطاع.

وحضر مراسم الافتتاح وكيل وزارة العمل إيهاب الغصين، ونبيل المبحوح مدير هيئة العمل التعاوني بالوزارة، ورئيس بلدية بيت لاهيا علاء العطار، وممثلون عن منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" واتحاد لجان العمل الزراعي ولفيف من رؤساء الجمعيات.

وتبلغ تكلفة المشروع (140) ألف دولار، ساهمت "الفاو" بالشراكة مع اتحاد لجان العمل الزراعي بـ(96) ألف دولار، في حين تكفلت الجمعية بدفع بقية المبلغ.

وأوضح مدير الجمعية التعاونية الزراعية محمد غبن أن المشروع يخدم أعضاء الجمعية الزراعية خصوصًا، والمزارعين على وجه العموم، حيث إنه يتيح للمنتجين الاحتفاظ بالفائض من منتجاتهم الزراعية بعيدًا عن التلف، وترويج تلك المنتجات لاحقًا في الأسواق المحلية أو الخارج.

وأشار غبن إلى أن افتتاح المشروع مهم في هذا التوقيت، حيث أن المزارعين يواجهون صعوبة في تصريف منتجاتهم بسبب الإجراءات المتخذة للحد من تفشي وباء كورونا محليًّا، فضلًا عما يواجهونه من عراقيل الاحتلال على المعابر تحول دون تصدير منتجاتهم في الأوقات المحددة.

ويقام مشروع التبريد والفرز الجديد على مساحة (350) مترًا مربعًا، يضم ثلاث ثلاجات كبيرة الحجم، ويسعى القائمون عليه لتوسعة المساحة لاستيعاب أكبر قدر من المنتجات الزراعية ولتوفير فرص عمل خاصة بالنساء.

وبيَّن غبن أن الجمعية تضع في خطتها إقامة وحدات جديدة تعمل على التجميد السريع للخضراوات، مشيرًا إلى أن العائد من الأرباح سيتوزع على المساهمين في الجمعية.

وبيَّن غبن مدير الجمعية التي تأسست عام 1977 أن المشروع مزود بوحدة طاقة شمسية قدرتها 15 كيلو واط/ للساعة، للمساهمة في تأمين الكهرباء للثلاجات، خاصة في أوقات انقطاع التيار الكهربائي، في حين سيقدمون مشاريع للجهات المانحة لإضافة وحدات طاقة شمسية جديدة.

من جهته عبَّر وكيل وزارة العمل عن فخره باحتضان الجمعية التعاونية مثل هذه المشاريع لما لها من أهمية عظيمة في خدمة القطاع الزراعي.

واستعرض الغصين الصعوبات التي يواجهها المزارعون في قطاع غزة بسبب الحصار، والحروب والاجتياحات، فضلًا عن تراجع القدرة الشرائية.

وأكد مساندتهم في الوزارة لفكرة الجمعيات التعاونية، مشيرًا إلى ضرورة التوسع بها في قطاع غزة؛ لدورها في توفير فرص عمل، والمساهمة في زيادة الدخل القومي.

من جانبه دعا محمد البكري ممثل اتحاد لجان العمل الزراعي إلى تضافر كل الجهود المشتركة من القطاع الخاص والحكومة من أجل تذليل العقبات في البنية التحتية لعملية تسويق المنتجات الزراعية، خاصة في بيت لاهيا بهدف تعزيز صمود المزارعين وتثبيتهم في أراضيهم.

وشدد على ضرورة أن تبذل الجهات جل ما في وسعها لتقديم الدعم والإسناد للمزارعين، والضغط على الاحتلال لفتح المعابر لإدخال كل مستلزمات العملية الزراعية وإتاحة المجال لتسويق منتجات المزارعين إلى الضفة الغربية وإلى الخارج.

ودعا رئيس بلدية بيت لاهيا القائمين على الجمعيات التعاونية الزراعية إلى توحيد الإمكانيات والقدرات من أجل تحقيق المنفعة العامة للمزارعين.

وأشار إلى اقتراح قدمته بلديته إلى وزارة الحكم المحلي لتوفير قطعة أرض مساحتها (10) دونمات لإقامة مقرات تجمَع كل الجمعيات الزراعية في بيت لاهيا.

ودعا المانحين إلى الإسراع في تعويض المزارعين والمربين عن حجم الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها في الحروب الثلاث، فضلًا عن إنشاء مشاريع تتميز بالطابع الإنتاجي والتنموي.