كم من ناجح وصاحب درجات علمية رفيعة، فاشل في حياته!
وكم من راسب في الدراسة، كان من الناجحين في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية!
هذا الأمر يجب أن يغير تعريفنا للنجاح وأهدافنا الكبرى في المدارس والجامعات, يجب أن نكف عن التعريف السطحي للنجاح، وأن نتوقف عن الغرس في أذهان الطلاب أن الناجح فقط هو الذي يحصل على الشهادات المدرسية والجامعية.
حين نعيد تعريف النجاح لطلابنا، نعيد الثقة إليهم بأنفسهم، (حتى الراسبين منهم)، وعليه نشجعهم على اكتشاف مواهبهم الشخصية الأخرى وتنميتها واستغلالها.
وعند إعادة تعريف النجاح (للمتفوقين)، نخرجهم من الوهم والسراب القائل بأن المتفوق في دراسته سيتفوق في حياته.
يجب أن نعلم طلابنا أن المهارات اللازمة للنجاح في الحياة أكبر بكثير من المهارات اللازمة للتفوق الدراسي.
وللمثال، فإن بعض جيراني، من الذين كانوا راسبين في المدارس، امتهنوا بيع (الكعك) على عربات، فنجحوا في حياتهم الاقتصادية والاجتماعية، فبنوا البيوت، وتزوجوا، واستقروا، في حين أعرف بعضًا من الذين كانوا متفوقين في دراساتهم وحازوا الشهادات العليا، فاقدي المهارات الاجتماعية والاقتصادية، ما زالوا يتكففون وظائف البطالة، ولا يستطيعون حتى توفير لقمة العيش لأنفسهم.
يجب أن نعيد تغيير مفهوم النجاح لدى طلابنا، وأن نغرس فيهم مهارات النجاح في الحياة، وليس النجاح الدراسي فقط.