فلسطين أون لاين

​تحذيرات من الأثار الصحية والبيئية على سكان "حي المنشية"

مخاوف حقيقية من انهيار أحواض الصرف الصحي شمال القطاع

...
غزة - صفاء عاشور

يتخوف الآلاف من سكان حي المنشية في بيت لاهيا من حدوث فيضانات في أحواض الصرف الصحي المجاورة لمساكنهم وأعمالهم، حيث يوجد في المنطقة 12 حوضا نصفها امتلأ بشكل كامل، وتوقعات بامتلاء بقية الأحواض خلال فترة قليلة قادمة.

وأطلقت بلدية بيت لاهيا تحذيرات من تكرار مآسي سنوات ماضية والتي راح ضحيتها عدد من المواطنين، مطالبة الجهات المسئولة عن العمل بإنهاء المشاريع المعطلة وتجنيب المنطقة كارثة إنسانية.

مياه وروائح

ولا تستبعد المواطنة فاطمة غبن، فيضان أحواض الصرف الصحي القريبة من منزلها، لافتةً إلى أن هذه الأحواض تفيض كل عام حيث ترتفع نسبة المياه إلى أكثر من ثلاثة أمتار فوق الأرض.

وقالت لـ"فلسطين": "المنطقة تغرق وتجعل المواطنين غير قادرين على مغادرة منازلهم أو التحرك بحرية، نظراً لإحاطة مياه الصرف الصحي بالمنازل على ارتفاعات كبيرة وهو ما يضطر من يريد الخروج إلى السير فيها معرضاً نفسه للأمراض".

وتوضح غبن أن المخاوف من انفجار السواتر الترابية لأحواض الصرف لا تعد المشكلة الوحيدة "بل نتأذى في كل لحظة من الروائح الكريهة التي يحملها الهواء لمسافات بعيدة ويتأذى منها الجميع، بالإضافة إلى انتشار نوع من البعوض الكبير يتسبب بنزف للأطفال ولا تجدي الأدوية نفعاً مع لسعاته".

ولفتت غبن إلى أن الجهود المحلية لم تجد حلولها أي جدوى لمكافحة البعوض ومنع انتشار الروائح السيئة، داعيةً الجهات المسئولة إلى تحمل مسؤولياتها والعمل على تجنيب بيت لاهيا كارثة حدوث فيضان في أحواض الصرف الصحي.

الأكثر تضرراً

وبينما يقول محمود بشير إن الأهالي لم يعد بوسعهم تحمل وجود المكاره الصحية، يؤكد أن أكثر ما يخيفهم هذه الأيام هو غرق الأطفال الذين يدفعهم الفضول للعب حول الأحواض.

ويلفت بائع الخضار الذي وقف أمام مسجد مصعب بن عمير إلى أن حي المنشية من أكثر المناطق انخفاضاً في بيت لاهيا وتسلل مياه الصرف الصحي إلى منازل الأهالي يحدث كل سنة لا سيما في فصل الصيف ويستمر ليومين أو ثلاثة.

ويبين بشير أن انقطاع التيار الكهرباء يزيد من احتمال تضاعف المشكلة، كما أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من استهلاك المياه وبالتالي إنتاج كميات أكبر من مياه الصرف الصحي.

وتحدث بائع الخضار مازحاً بأن البعوض يتغذى على المبيدات التي ترشها البلدية، في إشارة إلى عدم جدوى المبيدات في الحد من مشكلة انتشار البعوض الذي يتسبب بالعديد من المشاكل الجلدية للصغار والكبار.

وكانت قرية "أم النصر" قد شهدت عام 2007 وفاة خمسة أشخاص إثر انهيار السواتر الترابية لأحد أحواض الصرف الصحي.

تحمل المسؤولية

ويؤكد رئيس بلدية بيت لاهيا عز الدين الدحنون، أنهم يخشون من تكرار الحادثة "ولكن بتأثيرات مضاعفة خاصة إذا امتلأ الحوض العشوائي الذي تم تجفيفه في 2010"، موضحاً أن البلدية أعادت الضخ في الحوض "لعدم القدرة على نقل مياه الصرف الصحي إلى محطة المعالجة الموجودة في شرق جباليا بسبب أزمة الكهرباء".

ويشهد قطاع غزة أزمة حادة في التيار الكهربائي إثر رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رفع ضريبة البلو عن الوقود المخصص لمحطة التوليد، مما قلص ساعات وصل التيار إلى أربع ساعات يومياً بدلاً ثماني ساعات.

وتضخ البلدية في أحواض الصرف ما يزيد على 35 ألف متر مكعب يومياً من كافة بلدات محافظات الشمال (بيت حانون، جباليا، بيت لاهيا وأم النصر)، وفقاً للدحنون، مشيراً إلى أن خمسة آلاف مواطن مهددون إذا ما انهارت هذه الأحواض التي امتلأ 7 من أصل 12 منها "وخلال فترة قصيرة ستمتلئ البقية، ما ينذر بحدوث كارثة بيئية وإنسانية".

ويطالب الدحنون المسئولين أصحاب العلاقة والصلة بالموضوع، سواء كانت سلطة المياه أو مصلحة مياه بلديات الساحل أو وزارة الحكم المحلي بتحمل المسؤولية والعمل على تشغيل محطة المعالجة شرق جباليا والتي كان من المفترض أن تعمل في بداية عام 2014.

ويوضح أنه تم إنجاز 95% من محطة المعالجة، والـ 5% المتبقية هي ما يتم تأجيله منذ عدة سنوات "بسبب خلاف بين المقاول والشركة الألمانية المنفذة للمشروع"، منوهاً إلى أن إنجاز المحطة كفيل بأن يخفف الضغط على أحواض الصرف الصحي التي تشبعت بشكل كامل.