يحتفل العالم عادة في الأول من مايو أيار بالعيد السنوي للعمال. فكيف تحتفل فلسطين وغزة على وجه الخصوص بهذا اليوم؟!. لا شيء فيما يبدو يدفع العمال في غزة للاحتفال بهذا اليوم، لأن العمل غير موجود، والبطالة تزيد على ٤٢٪ من عدد العمال.
قالت السيدة رئيس الجهاز المركزي للإحصاء، إن البطالة في فلسطين شهدت ارتفاعاً خلال العشر سنوات الأخيرة من 21.7% في العام 2007 إلى 26.9% في العام 2016.
وقالت في بيان لجهاز الإحصاء, يستعرض الواقع العمالي في فلسطين 2017 عشية اليوم العالمي للعمال، إن معدل البطالة في الضفة الغربية ارتفع من 17.9% عام 2007 إلى 18.2% في 2016، كما ارتفع في قطاع غزة من 29.7% عام 2007 إلى 41.7% عام 2016.
وعند النظر لمعدلات البطالة على مستوى الجنس يبدو واضحاً أن الارتفاع في معدلات البطالة للنساء أكثر منه للرجال مع زيادة هذه الفجوة في الأعوام الأخيرة، حيث انخفض المعدل للذكور من 22.3% عام 2007 إلى 22.2% عام 2016، بينما ارتفع معدل البطالة للإناث من 19.1% عام 2007 إلى 44.7% عام 2016.
ويقدر عدد العاطلين عن العمل في 2016 بحوالي 361 ألف شخص، بواقع 154 ألفاً في الضفة الغربية و207 آلاف في قطاع غزة.
في ضوء هذه الأرقام كيف يمكن أن يحتفل عاطلون عن العمل في غزة مثلا بهذا اليوم، إن احتفالهم لا يزيد عن أخذ يوم إجازة، والجلوس بجوار العائلة، يتذكرون الوجع والألم الناتج عن هذه المرارة التي تسكن البيوت لتعطل القادرين على العمل عن العمل لعدم وجود العمل وانتشار الكساد في جميع القطاعات وذلك بسبب قسوة الحصار واشتداد وطأته على العمال والتجار وسائر مجالات الحياة.
وإن من يعمل من البقية القليلة التي تجد يومًا العمل ولا تجده في الأسبوع التالي تعاني أيضا من قلة الأجور ، ومن ثمة هم يعيشون على الكفاف، ولا يتوفر لهم غير الحدّ الأدنى من مستلزمات المعيشة اليومية. العمال في غزة يعيشون في هامش خط الفقر، وهم لا يملكون حلا لمشكلاتهم، وكذا فإن نقابتهم عاجزة عن توفير حل، أو مساعدات لهم، والحصار يضرب بسوطه المؤلم ظهر المجتمع، وما هذه الأرقام الإحصائية إلا جرس إنذار ينذر بكارثة إنسانية لا حل لها إلا برفع الحصار وفتح المعابر وفتح أبواب العمل للعاطلين عن العمل، وجل الخريجين من كافة التخصصات هم ضمن العاطلين عن العمل ولا أعتقد أنهم داخلون في الإحصاء آنف الذكر .