أكّد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس " أسامة حمدان، إن تجربة التفاوض مع (إسرائيل) أثبتت أن الحل الوحيد لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني هو الاشتباك مع العدو الإسرائيلي، وإجباره على التراجع.
وأضاف حمدان في مؤتمر صحفي بالجزائر، اليوم الثلاثاء، أن الاحتلال كان يعمل على تعطيل المفاوضات في كل لحظة، مؤكدًا أن موقف الحركة واضح في المفاوضات، ويتمثل في وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال.
وقال حمدان، "موقفنا الواضح في المفاوضات هو وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال وتبادل الأسرى وإعادة إعمار غزة دون شروط إسرائيلية".
وفيما يتعلق بقضية الأسرى الفلسطينيين، قال حمدان "نتعامل مع قضية الأسرى في سجون الاحتلال كمسألة واحدة دون حديث عن فصيل أو آخر".
وفي معرض تعليقه على تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، قال حمدان “يجب أن يكون أكثر انضباطا ودبلوماسية ويعمل على وقف الحرب بدلا من التهديد”.
وكان ترامب، قد حذر في وقت سابق من أن “ثمنا باهظا ستدفعه” فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إذا لم يُطلَق سراح الأسرى المحتجزين لديها قبل تولّيه منصبه في 20 من يناير/كانون الثاني المقبل.
وفيما يخص مستقبل حركة "حماس"، أعلن حمدان عن ترتيبات داخلية قد تُفضي قريبًا إلى إعلان قيادة جديدة للحركة. وأضاف أن هناك إجراءات داخلية تجري حاليًا، وسيتم الإعلان عن القيادة في الوقت المناسب.
وحدة الموقف الفلسطيني: واجب وليس ترفًا
وأكد حمدان أن وحدة الموقف الفلسطيني ليست رفاهية بل هي واجب وضرورة في الوقت الراهن. وقال: "نحن بحاجة لتطبيق ما تم التوصل إليه في جميع الاتفاقات السابقة بشأن المصالحة الوطنية". ودعا إلى تشكيل حكومة وفاق وطني تدير المرحلة حتى يختار الشعب الفلسطيني قيادته، وإذا كان ذلك مستحيلًا، فإن البديل هو تشكيل لجنة وطنية تدير قطاع غزة من نخب الشعب الفلسطيني الذين يتمتعون بالنزاهة والوطنية.
كما وجه حمدان التحية للمقاومين في الضفة الغربية، خاصة في جنين، حيث تصدت المقاومة لاعتداءات الاحتلال الذي حاول اجتياح المخيم. وقال: "المقاومة في جنين نفذت عمليات ضد الاحتلال ولم ينجح في تحقيق أهدافه". وأكد حمدان أن المقاومة هي الحالة النبيلة لشعب تحت الاحتلال، وأن برنامجهم الوطني هو التحرير، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا بالمقاومة.
ودعا حمدان أبناء الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية إلى توجيه بنادقهم نحو الاحتلال. وقال: "إذا توجهت 70 ألف بندقية نحو الاحتلال، فلن يبقى في الضفة الغربية شيء من قوات الاحتلال".
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية مفاوضات غير مباشرة بين حركة "حماس" الاحتلال الإسرائيلي، غير أنها لم تسفر عن بلورة اتفاق؛ بسبب رفض حكومة الاحتلال مطالب حماس بإنهاء الحرب، وسحب قواتها من قطاع غزة، وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
ويُواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ459 على التوالي حرب الإبادة الجماعيّة، وارتكاب جرائم التطهير العرقي في قطاع غزَّة، باستخدام كافة أساليب القتل والتدمير والتهجير، والتي خلف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين منذ بداية الحرب.
وارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 45 ألفًا و885 شهيدًا، و 109 آلاف و196 إصابة، منذ السابع من أكتوبر للعام 2023، وفق التقرير اليومي الصادر عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة اليوم الثلاثاء.