ما زالت عملية الطعن الأخيرة التي قتلت حاخاما يهوديا بمدينة بتاح تكفا تثير العديد من التساؤلات داخل أجهزة الأمن الإسرائيلية، ليس لكونها أتت بعد شهور طويلة من عدم سقوط قتلى في عمليات للمقاومة، ولكن لأن منفذها لا تتطابق مواصفاته مع الصورة النموذجية التي يعتمدها الأمن الإسرائيلي، ولذلك فإن الخوف يكمن بحدوث المزيد من موجات الهجمات المقلدة.
تكمن نقطة الافتراض في التحقيق الأمني الإسرائيلي بعملية الطعن في توفير الإجابات عن العديد من علامات الاستفهام حول دوافع منفذ العملية، وما زالت حتى الآن غير متوافرة لدى المحققين.
وقعت عملية الطعن بعد ساعات على إصدار الجيش لإحصائية ذكرت أن 2020 هو العام الوحيد الذي لم يقتل فيه إسرائيلي في عمليات مسلحة منذ 56 عاما، لكن هذه الإحصائية بعد عملية الطعن لم تعد صالحة، ولا بد من تحديثها.
عملية الطعن التي نفذها خليل دويكات 46 عاما من مدينة نابلس، وأسفرت عن مقتل الحاخام اليهودي شاي أوهايون 39 عامًا، تطرح جملة تساؤلات حول حيازة المنفذ لتصريح أمني يمنحه الإقامة الكاملة في إسرائيل بدون تحفظات أمنية، ولذلك يجري التحقيق الآن لمعرفة خلفيته الأمنية ودوافعه السياسية من تنفيذ العملية.
تظهر تفاصيل التحقيق أن دويكات عمل في إسرائيل بتصريح رسمي، ما يعني أن الشاباك استجوبه، ووجد أنه ليس لديه خلفية في العمليات المسلحة، وبالتالي سمح له بدخول إسرائيل، ومما يزيد خطورة العملية أن المحققين الإسرائيليين يعتبرونها بشكل شبه لا لبس فيه على أنها تمت على خلفية قومية وطنية، وليس جنائية.
ما زالت العملية تطرح عددًا من علامات الاستفهام التي تطفو في الهواء، أولها سلوك دويكات منفذ العملية بعد القبض عليه، وتقول المصادر المشاركة في التحقيق إن الطريقة التي فر بها المنفذ من مكان العملية بدت لافتة، لأنه كان يمشي ببطء، ولم يهرب كما هو متوقع، وهو سلوك ليس نموذجيًا للمنفذ الكلاسيكي الذي ألفته المخابرات الإسرائيلية خلال العمليات المسلحة السابقة.
يفحص التحقيق الأمني الإسرائيلي احتمالية أن يكون التهديد بشأن تنفيذ عمليات جديدة مقلقًا، فالمنفذ لا يملك ملفاً من التهديدات التي رسمتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وركزت عليها في السنوات الأخيرة، وليس له ماض معادٍ تجاه إسرائيل.
تتخوف المحافل الأمنية الإسرائيلية أن يثير هجوم بيتاح تكفا بداية لتصاعد موجة العمليات الفلسطينية المسلحة، صحيح أن الأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيلي يقدران أن موجة العمليات الفردية لن تعود من جديد، لكن الخوف أنه ستكون هناك ظاهرة تقليد لها، بأن يرى الفلسطينيون الذين لديهم القدرة على إيذاء الإسرائيليين صورهم تعلق في الساحات العامة، بحيث يتم إلهامهم، والعودة لتنفيذ الهجمات.