فلسطين أون لاين

تقرير أزمة الكهرباء تزيد تكاليف الخدمات التشغيلية للمنشآت السياحية ومصانع الآيس كريم

...
غزة- صفاء عاشور

بعد أيام قليلة من انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 16 ساعة عن محافظات قطاع غزة بدأت الآثار السلبية لهذه الأزمة في الانعكاس سلبًا على القطاعات الاقتصادية المختلفة خصوصًا المنشآت السياحية ومصانع "الآيس كريم".

ويمر قطاع غزة بأزمة في الكهرباء بعد إعلان محطة توليد الكهرباء عن عدم قدرتها على العمل بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الوقود الازم لتشغيل محطاتها وإنتاج الكهرباء اللازمة لأكثر من مليوني إنسان يعيشون في القطاع.

عضو مجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق والخدمات السياحية، معين أبو الخير، أوضح أن القطاع السياحي يمر منذ سنوات بالعديد من الأزمات التي تؤثر فيه سلبًا ومن ضمنها مشكلة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.

وقال في حديث لـ"فلسطين":" "إن انقطاع الكهرباء منذ عدة أيام أثر على أنشطة المطاعم والفنادق من حيث الجودة المقدمة للزبائن، والمصاريف الزائدة التي تتحملها المنشآت السياحية للتزود بالكهرباء".

وأضاف أبو الخير: "إن القطاع السياحي من القطاعات المهمة التي تعمل على تشغيل ما لا يقل عن 10 آلاف عامل خاصة في ظل حالة الانتعاش في السياحة الداخلية التي ظهرت خلال السنوات الماضية على مستوى قطاع غزة".

وتابع: "لكن مع انقطاع التيار الكهربائي، فإن كل من يعمل في هذا المجال سيتأثر هو الآخر"، لافتًا النظر إلى أن هناك ما بين 500 إلى 1000 منشأة تعمل في القطاع السياحي على مستوى محافظات قطاع غزة.

وأشار أبو الخير إلى أن انقطاع الكهرباء يؤثر على جودة الطعام وتخزينه في المطاعم، وسيؤثر على وضع صالات الأفراح التي ينشط عملها في فصل الصيف، وتحتاج للكهرباء على مدار ساعات طويلة، بالإضافة إلى الشاليهات، والفنادق، ومدن الألعاب وغيرها من المنشآت السياحية.

ونبه إلى أن لجوء أصحاب هذه المنشآت إلى المولدات الكهربائية لتعويض النقص في الكهرباء، يمثل استنزافًا ماليًّا كبيرًا بالنسبة لهم، حيث إن تكلفة تشغيل الكهرباء في أقل منشأة سياحية قد يصل إلى 100 شيكل في اليوم، ولكن مع تشغيل المولدات، فإنها ستصل إلى 1000 شيقل أي عشرة أضعاف المبلغ الذي يتم دفعه لـ"الكهرباء العادية".

تراجع في الإنتاج

أما على صعيد مصانع الآيس كريم العاملة في قطاع غزة، فأوضح مدير مصنع الأمير للآيس كريم، محمد الوادية، أن جميع مصانع الآيس كريم لديها انخفاض في الإنتاج وصل خلال اليومين الماضيين، حيث اشتدت أزمة الكهرباء، إلى 80%.

وبين الوادية لصحيفة "فلسطين" أن الكثير من محلات البقالة والسوبر ماركت أعادت كميات كبيرة من الآيس كريم الموجود لديها نظرًا لعدم قدرتهم على تخزينها وتشغيل مولدات لإبقائها باردة ومثلجة على مدار الساعة.

وذكر الوادية أن مصانع الآيس كريم قد تتوقف عن الإنتاج جزئيًّا وتقليل عدد أيام وساعات العمل بنسبة كبيرة، خاصة في ظل عدم قدرة المحلات التجارية والباعة على تخزين أو بيع الآيس كريم في ظل ارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود كهرباء.

ونبه إلى أنه قد يضطر لتقليص عدد ساعات العمل في مصنعهم من سبعة أيام في الأسبوع إلى يوم أو يومين، مؤكداً أنه لا يوجد مشكلة في الإنتاج عند المصانع ولكن المشكلة بسبب عدم قدرة المحلات على التخزين بسبب أزمة الكهرباء.

في السياق ذاته، حذر المتحدث الإعلامي باسم وزارة الاقتصاد، م.عبد الفتاح أبو موسى من وقوع أثار كارثية وحدوث مزيد من الانهيار الاقتصادي في حال استمرار أزمة الكهرباء التي يمر بها قطاع غزة.

ونبه لصحيفة "فلسطين" إلى أن الكهرباء تعد عنصرًا أساسيًّا في مجمل الحياة الاقتصادية لقطاع غزة واستمرار انقطاعها يعني تكبد المنشآت الاقتصادية العاملة الكثير من الخسائر التي تهدد استمراره على المدى القريب والبعيد.