تراقب المنظومة الأمنية الإسرائيلية ما تقوم به خلايا رصد المقاومة من توثيق للأنشطة الأمنية الجارية التي يقوم بها الجيش على الحدود، وتوثيق الحياة الروتينية في تلك المناطق، وتحركات المستوطنين، على اعتبار أن هذا الجهد الأمني الذي تقوم به أبراج مراقبة حماس يفيدها بتنفيذ تسلل سريع لإسرائيل، أو شن هجوم مسلح، قبل أن يكون الجيش على استعداد لإحباطه أو احتوائه، كما أن المعلومات الاستخبارية تهدف لمفاجأة وإحراج إسرائيل في أي جولة من التصعيد.
تعتقد المحافل العسكرية الإسرائيلية أن حماس تستمر في الاستعداد للحرب القادمة عبر قناتين: تحسين دقة آلاف الصواريخ التي تنوي إمطارها في حالة نشوب حرب على الجبهة الداخلية في إسرائيل، وخطة الهجوم البري على الأراضي الإسرائيلية، مما يمنحها إنجازًا عسكريًا مزدوجًا وواعيًا، ويتطلب تحديد نقاط التسلل، وتحديد البؤر الاستيطانية المرشحة للاستهداف، والطرق المؤدية إليها.
وتؤكد القراءة الإسرائيلية لما تسمى في هيئة أركان جيش الاحتلال "خطة إطلاق النار" لدى حماس، أنها تستعد لإطلاق عشرات صواريخ الكورنيت المضادة للدبابات المتقدمة على تعزيزات الجيش، والاستفادة من عشرات الطائرات بدون طيار، وأخرى محملة بالمتفجرات في حوزتها، وتركز على استخدام النيران المكثفة بوسائل مختلفة.
وتبدي إسرائيل مخاوف جدية مما تحضر له حماس عبر مجموعات صغيرة من المغاوير البحرية، ومقاتلي الأنفاق، وعبور السياج الحدودي بطريقة إبداعية، وحين يتعلق الأمر بإطلاق النار، تستعد حماس لاستخدام الصواريخ الثقيلة والخفيفة، وقذائف الهاون، والطائرات بدون طيار، وعشرات الصواريخ والمتفجرات المضادة للدبابات.
الفرضية الإسرائيلية التي لا يختلف عليها اثنان أن التجارب السابقة أظهرت قدرة حماس على تعطيل روتين الحياة الإسرائيلية، والتسبب بخسائر جبهتها الداخلية لعدة أسابيع، وهو ما بات يشكل تحديًا إضافيًا أمام الجيش.
ولذلك فإن الاستنتاج الإسرائيلي أن حدود غزة أصبحت مناطق احتكاك، ويُطلب من الجيش والمستوطنين الذين يعيشون في المنطقة التعامل مع التهديدات من جميع الأبعاد، كالهجمات المفاجئة فوق وتحت الأرض، والاختراق عبر البحر، والنيران المباشرة الدقيقة، والنيران الحادة، والتهديد الجوي على ارتفاعات منخفضة باستخدام طائرات بدون طيار، وطائرات شراعية، يتم تشغيلها بأعداد كبيرة، وتصعب مهمة كشفها والتقاطها.
أخيراً.. هذا ليس تضخيما من قدرات المقاومة، فثقتنا كبيرة بأن ما لديها أخطر وأهم، والعدو يدرك قمة جبل الجليد منه، وكي لا يتهم كاتب السطور بترديد الدعاية الإسرائيلية، والوقوع في حبائل تضخيم إمكانية قوى المقاومة وخلاياها، فإن القناعة الإسرائيلية السائدة في الأوساط الأمنية والعسكرية، التي لا تحتاج من أحد لترديدها، أن المقاومة الفلسطينية، وتحديدا حماس، تبذل جهودا كبيرة استعدادا لمواجهة عسكرية قادمة، لا يبحث عنها الجانبان حاليًا، لكنها تجمع معلومات استخبارية للكشف عن نقاط ضعف الاحتلال، تحضيرا لما هو آت!