ككثير من المرات ها هي واشنطن تأمر وتل أبيب تذعن.. ها هو دونالد ترامب كأي رئيس أمريكي حالي أو سابق لن يخرج عن خطى سابقيه وهي: "ليس للولايات المتحدة الأمريكية أصدقاء دائمون، لها مصالح دائمة!".
فعلها.. وبالأمر الرئيس الأمريكي أيزنهاور مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ديفيد بن غوريون بانسحاب الجيش الإسرائيلي فورا من سيناء العام 1956.. ومن جملة ما قاله أيزنهاور لبن غوريون: "لا أريد وخلال 5 ساعات أن أرى جنديًّا إسرائيليًّا واحدًا في سيناء"!
وها هو بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي نفسه "يذعن" لأمر من رئيس أمريكي آخر هو دونالد ترامب بإلغاء قرار الحكومة الاسرائيلية بضم الغور الفلسطيني إلى "إسرائيل" في اليوم الأول من شهر تموز الحالي.
لن يستطيع نتنياهو وفريقه بعد هذا القرار الأمريكي المفاجئ التفقد والاهتمام بشجرة زرعها في غور الأردن قبل أيام قليلة وبيديه.
نزول بن غوريون ونتنياهو عن الشجرة الإسرائيلية سبقهما علماء ومسؤولون كبار في إسرائيل، فقد رفض ألبرت أينشتاين العالم اليهودي وصاحب "النظرية النسبية" عرض ديفيد بن غوريون عليه بأن يكون أول رئيس لدولة "إسرائيل" حين إعلانها 1948 فرفض أينشتاين وبقوة هذا العرض واصفا هذه الدولة بأنها: "ستقود العالم إلى الكارثة"! ثم تلاه اسحق رابين العام 1982 ليعلن بأن "إسرائيل" لم تقم حتى الآن لأنها لم تستطع تهجير إلا 20% من يهود العالم! وقبل عقد المؤتمر الصهيوني في مدينة «بال» السويسرية قام هرتسل الأب الروحي للحركة الصهيونية 1897 بإرسال وفد استطلاعي إلى فلسطين ثم عاد وبعد أن زار كل فلسطين من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وخلال ثلاثة أشهر عاد الوفد ليعلن وبالإجماع: "العروس متزوجة"!..
وفي العام 2006 وبعد نحو 60 عاما من قيام إسرائيل برزت الكاتبة اليهودية تانا رايتهارت والمولودة في "إسرائيل" بإلقاء محاضرة في جامعة آيليد في استراليا أعلنت فيها رفضها العيش في "إسرائيل" ووصفتها بأنها دولة مارقة وخطر على السلام العالمي أكثر من الولايات المتحدة، مطالبة الأمم المتحدة بفرض عقوبات دولية عليها: "أنا ذاهبة إلى المنفى مثل صديقي إدوارد سعيد وسيتبعني عدد غير قليل من الإسرائيليين الذين يرفضون الفظائع التي تقوم بها الحكومات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني".